رمضان غزة بين الأمل والخوف.. أجواء باهتة وقلق من عودة الحرب

للعام الثاني على التوالي، يستقبل سكان قطاع غزة شهر رمضان في ظل ظروف استثنائية، حيث لا تزال آثار الحرب الإسرائيلية، التي اندلعت في أكتوبر 2023، تلقي بظلالها الثقيلة على حياتهم. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 42 يومًا، إلا أن القلق يسيطر على الأهالي مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وسط مخاوف جدية من استئناف القتال وعودة التصعيد، الأمر الذي قد يفاقم الأزمة الإنسانية ويؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار.
رمضان بلا طمأنينة
يرى كثير من سكان القطاع أن شهر رمضان هذا العام أفضل قليلًا مقارنة بالعام الماضي، لكنه لا يزال بعيدًا عن أجواء الفرح والطمأنينة التي اعتادوا عليها.
نادر حرب، أحد سكان حي الشيخ رضوان شمال غزة، يصف الوضع الحالي بأنه “أقل سوءًا” مما كان عليه خلال رمضان الماضي، إذ اضطر وقتها للنزوح إلى جنوب القطاع والبقاء هناك لأكثر من عام في ظروف قاسية. اليوم، عاد إلى منزله المتضرر جزئيًا، وهو يشعر بشيء من الاستقرار رغم الواقع الصعب الذي يعيشه هو وأسرته.
أخبار تهمك
ويضيف نادر أن توقف القصف منح السكان فرصة لاستعادة بعض أجواء رمضان، لكنه لا يخفي حقيقة أن كل بيت في غزة فقد عزيزًا أو خسر منزله أو مصدر رزقه، مما يجعل فرحة الشهر الكريم منقوصة.
أما شقيقه محمد حرب، البالغ من العمر 32 عامًا، فيتذكر رمضان العام الماضي بمرارة، إذ بقي في شمال القطاع ولم ينزح، ليعيش ظروفًا قاسية وصلت إلى حد “المجاعة الحقيقية” بسبب انقطاع المواد الغذائية عن المنطقة.
اليوم، يخشى محمد أن تعود الحرب مجددًا، خاصة مع استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر ومنع دخول العديد من الاحتياجات الأساسية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وعودة المجاعة تدريجيًا إلى القطاع.
محاولات لاستعادة الحياة
رغم الأوضاع الصعبة، لم يغب الأمل تمامًا عن سكان غزة، حيث شهدت بعض الشوارع محاولات خجولة لنصب زينة رمضان، في مبادرات شعبية وشبابية تهدف إلى التخفيف من وقع المعاناة.
في مخيم خان يونس، شارك محمد قنن مع مجموعة من الشباب في تعليق الزينة على أمل أن تبعث شيئًا من الفرح في نفوس الأطفال، مؤكدًا أن الغزيين يحبون الحياة رغم كل المآسي التي يعيشونها.
الأسواق بين الركود وارتفاع الأسعار
الأسواق الغزية تحاول النهوض رغم الضغوط الاقتصادية، حيث ظهرت بعض الزينة الرمضانية في المحال التجارية، فيما برزت الحلويات التقليدية كأحد معالم الشهر الكريم، وعلى رأسها “القطايف” التي تعد من أكثر الحلويات شعبية لدى الغزيين. ومع ذلك، فإن الأسعار باتت عبئًا إضافيًا على المواطنين، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من القطايف إلى 20 شيقلًا (حوالي 6 دولارات)، مقارنة بـ 6 شواقل فقط قبل الحرب.
ومع دخول الشهر الفضيل، يبقى سكان غزة بين أمل في استمرار الهدوء ولو مؤقتًا، وخوف من عودة الحرب في أي لحظة، مما يهدد حياتهم ويزيد من معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة لم تشهد أي تحسن حقيقي حتى الآن.
تعليقات 0