سر نجاح دونالد ترامب في انتخابات 2024.. الاقتصاد والأقليات أبرز عوامل عودة المرشح الجمهوري للبيت الأبيض
فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 مفاجأة كبرى لجميع المراقبين، على الرغم من تقدمه في العمر، وذلك بعدحقق انتصارًا كبيرًا على منافسيه من الحزب الديمقراطي، متجاوزًا العتبة الحاسمة في المجمع الانتخابي والتي منحت له حق العودة إلى البيت الأبيض.
في خضم حملة انتخابية طويلة ومليئة بالتحديات، تبنى ترامب رسالة أساسية حاملاً وعودًا جذابة للناخبين. فقد وعد بأن يصلح ما أفسده الديمقراطيون، ويعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح، كما تعهد بخفض الضرائب على الأغنياء وزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية. وبات هذا الخطاب الملهم صداه يتردد في أرجاء البلاد.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل استطاع أن يكسب ثقة شرائح واسعة من الناخبين، لا سيما البيض من غير الحاصلين على تعليم جامعي. كما حقق تقدمًا ملحوظًا بين الرجال السود والأصول اللاتينية، مستغلاً استراتيجيته المبتكرة في الحملة الانتخابية والتي اعتمدت على المؤثرين الشعبيين بدلاً من وسائل الإعلام التقليدية.
وعلى الرغم من تبدل الأحوال الاقتصادية منذ عهد رئاسته السابقة، إلا أن ترامب نجح في إقناع الكثيرين بأن الحل يكمن في عودته إلى البيت الأبيض. فتفوق على نتائج انتخابات 2020 في جميع أنحاء البلاد، بينما لم يكن أداء المرشحة الديمقراطية هاريس بمستوى ما حققه بايدن من قبل.
وتمكن دونالد ترامب، من تحقيق الفوز ، ليتجاوز عتبة الـ270 صوتًا في المجمع الانتخابي، ويعود إلى البيت الأبيض. هذا الانتصار كان نتيجة لعدة عوامل رئيسية شكلت حملته الانتخابية، وجعلت منه الخيار المفضل لعدد كبير من الناخبين.
أولى هذه العوامل كانت الرسالة الاقتصادية القوية التي ركز عليها ترامب طوال حملته.
فقد اتخذ من الاقتصاد قضية محورية، حيث وعد بتخفيف الضرائب على الأغنياء، وزيادة الرسوم الجمركية على السلع المصنّعة في الخارج، وأكد على عزمه التعامل بحزم مع مشكلة الهجرة غير الشرعية.
وهذه الوعود كانت جذابة للكثير من الناخبين الذين شعروا بتأثيرات التضخم وارتفاع الأسعار تحت إدارة الرئيس بايدن.
العامل الثاني الذي ساعد في تعزيز فوز ترامب كان نجاحه في كسب ثقة شرائح واسعة من الناخبين البيض الذين لم يحصلوا على تعليم جامعي.
حيث أظهرت الاستطلاعات أنه حصل على دعم كبير من هذه الفئة، التي كانت تميل في السابق إلى تأييد الديمقراطيين. هذا التأييد الواسع من هذه الفئة الشعبية كانت له تأثيرات قوية في العديد من الولايات المتأرجحة، وهو ما ساعده في الوصول إلى الأغلبية الانتخابية.
كما أن استراتيجيات حملة ترامب كانت مبتكرة وغير تقليدية، حيث ركزت بشكل كبير على التواصل مع الشباب والناخبين الساخطين من الأقليات.
فقد تجنب غالبية وسائل الإعلام التقليدية، واستبدلها بالظهور في البرامج الصوتية الشعبية والمنصات الاجتماعية، التي تبناها المؤثرون لشرح رؤيته وأفكاره. هذا النهج جعل حملته أكثر قدرة على الوصول إلى جمهور جديد من الناخبين، ممن كانوا يشعرون بالإحباط من النظام السياسي التقليدي.
العامل الرابع كان تفوق ترامب على نتائج انتخابات 2020 في العديد من المناطق الرئيسية في البلاد، في وقت كانت فيه نتائج هاريس أقل من أداء بايدن بين الناخبين الرئيسيين، مثل اللاتينيين والرجال البيض. فكانت هذه الفئات في الماضي تعتبر جزءًا من قاعدة الدعم الديمقراطي، ولكن ترامب نجح في استقطابها بفضل استراتيجياته المدروسة.
في النهاية، تمكن ترامب من تحقيق فوز مفاجئ بفضل هذه العوامل التي شكلت حملة انتخابية متكاملة، تعتمد على رسائل اقتصادية قوية، استراتيجية تواصل مبتكرة مع الناخبين، وتفوقه على منافسيه في المناطق الحاسمة.
تعليقات 0