سياسة الصين في البحر الأحمر بين الحذر والاستغلال.. بكين تتهم أمريكا بدعم الحوثيين.. وتضغط على إيران من أجل سفنها
تواجه علاقات الصين وإيران اختبارًا جديدًا، بعد تصاعد أزمة الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر. فرغم عدم تعرض السفن الصينية لهجمات، إلا أن هذه الهجمات أدت إلى زيادة تكاليف النقل والتأمين، ما يؤثر على الاقتصاد الصيني.
في البداية، حاولت الصين استغلال أزمة الهجمات الحوثية لصالحها في صراعها مع الولايات المتحدة، حيث اتهمت واشنطن بدعم الحوثيين. ومع تصاعد الأزمة واستمرار الهجمات، اضطرت الصين إلى الضغط على إيران لوقف هذه الهجمات، التي أصبحت تهدد مصالحها الاقتصادية.
يمكن تقسيم سياسة الصين في أزمة البحر الأحمر إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى (ديسمبر 2023 – يناير 2024): في هذه المرحلة، حاولت الصين استغلال الأزمة لصالحها في صراعها مع الولايات المتحدة. حيث اتهمت واشنطن بدعم الحوثيين، وبدأت في الضغط على إيران لوقف الهجمات.
المرحلة الثانية (فبراير 2024 – الآن): في هذه المرحلة، أدركت الصين أن الأزمة أصبحت تهدد مصالحها الاقتصادية بشكل مباشر. حيث زادت تكاليف النقل والتأمين بشكل كبير، مما أثر على الصادرات الصينية إلى أوروبا. لذلك، بدأت الصين في الضغط على إيران بشكل أكثر حدة، وحذرت من أن أي تأثير على مصالحها قد يؤثر على علاقتها مع إيران.
العوامل المؤثرة على سياسة الصين:
هناك عدة عوامل تؤثر على سياسة الصين في أزمة البحر الأحمر، منها:
مدى تهديد الأزمة للمصالح الاقتصادية الصينية: إذا استمرت الهجمات الحوثية على السفن التجارية، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والتأمين، ما يؤثر على الاقتصاد الصيني. وبالتالي، فإن الصين قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا للضغط على إيران لوقف الهجمات.
موقف المجتمع الدولي من الأزمة: إذا اتخذ المجتمع الدولي موقفًا حاسمًا ضد الحوثيين، فإن ذلك سيشكل ضغطًا إضافيًا على الصين للضغط على إيران.
تطورات الأزمة في اليمن: إذا استمرت الحرب في اليمن، فإن ذلك سيؤدي إلى استمرار الأزمة في البحر الأحمر. وبالتالي، فإن الصين ستواجه صعوبة أكبر في التوصل إلى حل للأزمة.
التوقعات:
من المرجح أن تستمر الصين في اتباع سياسة الحذر في مسألة الأزمة الحالية. وذلك لأن الصين تدرك أن لديها مصالح مشتركة مع إيران، ولا تريد أن تؤدي أزمة البحر الأحمر إلى تأزم العلاقات بينهما. كما أن الصين لا تريد أن تتحمل تكاليف التدخل العسكري أو الدبلوماسي في الأزمة.
ولكن، من الممكن أن تضطر الصين إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا إذا استمرت الهجمات الحوثية على السفن التجارية. وذلك للحفاظ على مصالحها الاقتصادية.
الرأي:
تحاول الصين أن توازن بين مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها مع إيران في أزمة البحر الأحمر. حيث تسعى إلى الضغط على إيران لوقف الهجمات، دون أن تؤدي ذلك إلى تأزم العلاقات بينهما.
ولكن، من الصعب التكهن بمدى نجاح الصين في تحقيق ذلك. حيث تتمتع إيران باستقلالية نسبية عن الصين، كما أنها تستفيد من هذه الهجمات في الضغط على الولايات المتحدة والسعودية.
تعليقات 0