شبح الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا يلوح في الأفق.. ترامب يهدد القارة العجوز بملف الطاقة
في تصعيد جديد يعيد أجواء الحرب التجارية إلى الواجهة، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دول الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية دائمة إذا لم تلتزم بشراء كميات كبيرة من النفط والغاز الأمريكي.
ويأتي هذا التهديد ليعكس تاريخًا طويلًا من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، والذي بلغ ذروته خلال ولاية ترامب الأولى.
تهديدات جديدة عبر “ترو سوشيال”
كتب ترامب عبر منصته “ترو سوشيال” تصريحًا صريحًا، قال فيه: “أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم التجاري الضخم مع الولايات المتحدة عبر شراء كميات كبيرة من موارد الطاقة الأمريكية، وإلا فسيتعين عليهم مواجهة رسوم جمركية دائمة”.
تصعيد تجاري جديد يُعيد سياسات الحماية
هذا التصريح يعيد إلى الأذهان سياسات ترامب الحمائية التي ميزت ولايته الأولى، حين فرض تعريفات جمركية على الصلب والألومنيوم المستورد من أوروبا، مما أدى إلى ردود فعل قوية من الجانب الأوروبي. حينها، رد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على المنتجات الأمريكية، مما أسهم في زيادة حدة التوترات.
كما تُثار مخاوف في الأوساط الأوروبية من أن ترامب سيكرر سياسته السابقة عبر تصعيد جديد، لا سيما مع وعوده الأخيرة بإضافة رسوم جمركية بنسبة 10% على البضائع القادمة من الصين، وفرض 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا اعتبارًا من يوم 20 يناير المقبل.
الأزمة الاقتصادية في خلفية المشهد
التوترات الحالية تأتي على خلفية أزمة اقتصادية عالمية متفاقمة. فخلال نهاية عام 2022، أشعل قانون مكافحة التضخم الذي أقرته الولايات المتحدة موجة جديدة من الخلافات التجارية مع أوروبا.
وكان هذا القانون قد ركز على دعم المنتجات المحلية الأمريكية، مما اعتبره الاتحاد الأوروبي تمييزًا ضد صادراته.
النفط والغاز في قلب الصراع
ما يميز هذا التصعيد الجديد هو تركيزه على موارد الطاقة. إذ تعتبر الولايات المتحدة أن صادراتها من النفط والغاز يمكن أن تسد العجز التجاري مع أوروبا،
في وقت تسعى فيه دول الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية. ومع ذلك، يثير هذا المطلب الأمريكي قلقًا أوروبيًا حول الاستقلالية الاقتصادية ومرونة أسواق الطاقة.
مستقبل العلاقات التجارية
بين التهديدات المتبادلة والتصعيد المستمر، يبدو أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قد تكون الحرب التجارية مرة أخرى عنوان المرحلة المقبلة، مما يُنذر بعواقب اقتصادية واسعة النطاق لكلا الجانبين.
هل سيستطيع الاتحاد الأوروبي مواجهة هذه التحديات الاقتصادية والسياسية؟ أم أن سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية ستعيد تشكيل ملامح التجارة العالمية؟ الإجابة ستتضح في الأشهر القادمة.
تعليقات 0