شمال سيناء تحتفل بموسم حصاد البلح.. عرس زراعي يجمع بين التراث والاقتصاد المحلي
تعيش بساتين النخيل في شمال سيناء هذه الأيام أجواء احتفالية مع بدء موسم حصاد التمر، وهو حدث سنوي يحتفي فيه الأهالي بتراثهم الزراعي العريق.
ويُعد هذا الموسم أكثر من مجرد نشاط زراعي، حيث يجتمع السكان لجني ثمار البلح اللذيذة وصناعة العجوة الشهية، ليكون بمثابة عرس زراعي تتجدد فيه الروابط الاجتماعية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال.
أهمية اقتصادية واجتماعية
يمثل موسم البلح ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي في شمال سيناء، إذ يوفر فرص عمل عديدة للعاملين في جني وتجارة البلح، مع تزايد الإقبال على صناعة العجوة، التي تُعد منتجًا محليًا رئيسيًا في الأسواق المحلية، خصوصًا في مدينتي العريش وبئر العبد.
ويعتبر البلح والعجوة من الأغذية الأساسية خلال فصل الشتاء، حيث يتم استهلاكها بشكل واسع نظرًا لما تمنحه من طاقة.
الزراعة والابتكار في شمال سيناء
أشار المهندس ناجي إبراهيم، مدير منطقة تعمير شمال وجنوب سيناء، إلى بدء جني محصول البلح البرحي من المزارع النموذجية في التجمعات التنموية بوسط سيناء، حيث بلغ إنتاج النخيل مستوى يفوق التوقعات على الرغم من حداثة عمره. وتضم هذه المزارع أكثر من 500 نخلة برحي على مساحة 55 فدانًا.
وأكد المهندس محمد الدع، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، على أن محصول النخيل يعد ثروة قومية تنتشر زراعته في مناطق متعددة بالمحافظة، من رفح شرقًا إلى بئر العبد غربًا، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي.
التراث المتوارث
من جانبهم، يصف أهالي سيناء موسم حصاد البلح بأنه فترة استجمام وتجديد للنشاط، حيث يتجمع الأهالي وسط الطبيعة لقضاء وقت ممتع واستعادة تقاليد الأجداد في جني البلح وصناعة العجوة. وتظل هذه المناسبة رمزًا للتواصل الاجتماعي والتلاحم بين الأجيال.
تعليقات 0