صواريخ حزب الله تخترق الدفاعات الإسرائيلية.. هل يستعيد الحزب قوته في صراع مفتوح

15 أكتوبر 2024
صواريخ حزب الله تخترق الدفاعات الإسرائيلية.. هل يستعيد الحزب قوته في صراع مفتوح

في تطور نوعي على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، شنَّ حزب الله هجوماً مكثفاً باستخدام سرب من المسيّرات الانقضاضية استهدف معسكراً تابعاً للواء جولاني في بلدة بنيامينا جنوب حيفا.

هذه العملية أثارت تساؤلات حول قدرة الحزب على استعادة قوته بعد تلقيه ضربات موجعة خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً منذ تفجير أجهزة “البيجر” في منتصف سبتمبر الماضي.

هجوم نوعي وتحدٍّ للمنظومات الدفاعية
وصف حزب الله الهجوم الذي نفّذه مساء أمس الأحد بأنه “نوعي ومركب”، حيث أشار إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تنجح في التصدي الكامل للمسيّرات، مما جعل الهجوم يحقق نجاحاً ملحوظاً في إصابة أهدافه.

صواريخ حزب الله تخترق الدفاعات الإسرائيلية.. هل يستعيد الحزب قوته في صراع مفتوح

وأشار الحزب إلى أن هذا الهجوم جاء بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في الأيام الماضية.

العميد رمال: لا انتقال إلى مرحلة جديدة ولكن كثافة الهجمات تزداد
من جانبه، قال العميد المتقاعد محمد رمال إن الهجمات التي ينفذها حزب الله لا تعني بالضرورة دخول مرحلة جديدة من التصعيد، حيث أوضح أن استخدام المسيّرات والصواريخ كان جزءاً من استراتيجية الحزب منذ بداية النزاع.

ومع ذلك، أشار رمال إلى أن هناك تصاعداً في وتيرة الهجمات وكثافتها، حيث يقوم الحزب بإطلاق مئات الصواريخ يومياً من مواقع متعددة، وهو ما يدل على تنسيق عالٍ بين وحداته المقاتلة.

وأضاف رمال أن الحزب يستغل الثغرات الدفاعية في منظومات إسرائيلية مثل “القبة الحديدية”، مشيراً إلى أن جزءاً من نجاح الهجوم الأخير يعود إلى استخدام أسلوب التضليل من خلال إطلاق صواريخ زهيدة الثمن لإلهاء المنظومات الدفاعية، ما سمح بوصول المسيّرات إلى أهدافها.

صواريخ حزب الله تخترق الدفاعات الإسرائيلية.. هل يستعيد الحزب قوته في صراع مفتوح
العميد نادر: الحزب يستعيد قوته ولكن القيادة مهزوزة
في المقابل، يرى العميد المتقاعد جورج نادر أن العمليات الأخيرة تشير إلى أن حزب الله بدأ يستعيد قوته بعد سلسلة من الضربات التي تلقاها. لكنه حذّر من أن وضع القيادة والسيطرة داخل الحزب قد يكون مهزوزاً بسبب فقدان قادة مخضرمين، مما قد يؤثر على فعالية العمليات العسكرية مستقبلاً.

وأشار نادر إلى أن الحزب يعتمد بشكل رئيسي على احتياطياته من الأسلحة والذخائر، والتي تأثرت بفعل الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مخازن الحزب. ومع ذلك، أوضح أن الحزب ما زال قادراً على الاستمرار في إطلاق الصواريخ بشكل يومي، لكن يبقى السؤال: إلى متى يستطيع الحزب الصمود في ظل هذه الظروف؟

صواريخ حزب الله تخترق الدفاعات الإسرائيلية.. هل يستعيد الحزب قوته في صراع مفتوح

تساؤلات حول مستقبل الصراع
وسط هذا التصعيد المستمر، تبقى العديد من الأسئلة مفتوحة حول قدرة حزب الله على مواصلة هذه العمليات الهجومية بنفس الكثافة، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على قيادته وفقدان قادة ميدانيين. كما تطرح التساؤلات حول تأثير هذا التصعيد على مسار الصراع في المنطقة، وما إذا كان الوضع سيتحول إلى مواجهة أوسع تشمل أطرافاً أخرى.

في ظل هذا الوضع المعقد، تبدو الساحة مهيأة لمزيد من التصعيد، خاصة إذا استمر حزب الله في تحدي الدفاعات الإسرائيلية وتحقيق نجاحات تكتيكية على الأرض.