عريضة لعزل ترامب تجمع أكثر من 100 ألف توقيع وسط انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين

تشهد الساحة السياسية الأمريكية حالة من التوتر والانقسام منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أثارت قراراته جدلاً واسعاً، ودفعته إلى مواجهة دعوات جديدة لعزله.

ووفقاً لما نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فقد جمعت عريضة تطالب بإقالة ترامب أكثر من 100 ألف توقيع خلال أيام قليلة من بدء ولايته الثانية، مما يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياساته.

سابقة تاريخية ترامب أول رئيس يواجه العزل مرتين

لم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها ترامب تهديدات بالعزل، فقد سبق لمجلس النواب الأمريكي خلال ولايته الأولى (2017-2021) أن صوت لصالح اتهامه بـ”تحريض” أنصاره على أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

وبهذا، أصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُتهم مرتين من قبل الكونجرس بارتكاب جرائم تستوجب العزل.

أخبار تهمك

إطلاق سراح المواطن المصري فاروق بركات ضمن صفقة التبادل الرابعة

خطط أمريكية جديدة لإعادة إعمار غزة والسكن والاستقرار بشروط

يُذكر أن إجراءات العزل في الولايات المتحدة تعتبر سياسية وليست جنائية، حيث يتطلب عزل الرئيس تصويتاً بالأغلبية في مجلس النواب، ثم محاكمة في مجلس الشيوخ تتطلب موافقة ثلثي الأعضاء.

العريضة الجديدة ودعوات المساءلة

بحسب “نيوزويك”، أطلقت منظمة “حرية التعبير للناس”، وهي منظمة غير ربحية، العريضة التي تطالب بمساءلة ترامب، وذلك في اليوم الذي عاد فيه إلى البيت الأبيض.

وتطالب العريضة الكونجرس بفتح تحقيق لعزله استناداً إلى عدة اتهامات، من بينها:

• انتهاك بنود العائدات التي تحظر على الرئيس الاستفادة المادية من الولايات المتحدة أو الحكومات الأجنبية.
• مخالفات مزعومة خلال حملته الانتخابية.
• إصداره عفواً عن متهمين في أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021.
• إقالته غير القانونية لمفتشين عامين وأعضاء في لجنة تكافؤ فرص العمل ومجلس العلاقات العمالية الوطنية.
• إصداره أمراً تنفيذياً لإنهاء حق المواطنة بالولادة لبعض الأطفال المولودين في الولايات المتحدة.

كما أشارت العريضة إلى ضرورة أن يكون الكونجرس مستعداً لتوسيع نطاق التحقيق إذا قام ترامب بأي إجراءات أخرى تتطلب المساءلة، لا سيما تلك التي هدد بها خلال حملته الانتخابية.

ردود الفعل السياسية: انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين

ورغم الغضب الشعبي المتزايد، فإن فرص نجاح إجراءات العزل تبدو ضئيلة، خاصة في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، مما يعوق أي محاولة ديمقراطية لإزاحة ترامب من منصبه.

وفي هذا السياق، نقلت “نيوزويك” عن ألكسندرا فلوريس-كويلتي، مديرة حملة “حرية التعبير للناس”، قولها:

“الدعم الواسع لعزل ترامب يظهر أن الشعب الأمريكي غير مستعد لقبول حكم ملكي.. نحن بحاجة إلى قادة جريئين في الكونجرس لمحاسبة ترامب على إساءة استخدامه للسلطة.”

كما صرح جون بونيفاز، المؤسس المشارك ورئيس المنظمة، قائلاً:

“ترامب مستمر في اتخاذ قرارات غير قانونية وغير دستورية، ورغم أنه لم يُكمل أسبوعين في منصبه، فإن الجرائم التي تستوجب العزل تتزايد.”

هل ينجح الديمقراطيون في عزل ترامب للمرة الثالثة؟

على الرغم من أن الديمقراطيين يدركون صعوبة عزل ترامب في ظل سيطرة الجمهوريين على الكونجرس، فإن “نيوزويك” ألمحت إلى أن الحزب الديمقراطي قد يعيد المحاولة في حال استعاد السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.

وفي الوقت ذاته، فإن هناك انقسامات داخل الحزب الجمهوري نفسه، حيث أيدت الغالبية قرارات ترامب، لكن بعض الأعضاء أبدوا تحفظهم على منحه العفو للمتهمين في أحداث 6 يناير، خاصة أولئك المدانين بجرائم عنيفة.

ويرى المراقبون أن الجدل حول عزل ترامب لن ينتهي قريباً، إذ يواصل معارضوه محاولاتهم لمحاسبته على سياساته المثيرة للجدل، بينما يتمسك أنصاره به ويدافعون عنه داخل أروقة الكونجرس.

ومع استمرار الانقسامات السياسية الحادة، يبقى السؤال المطروح: هل سيشهد التاريخ محاولة ثالثة لعزل الرئيس الأمريكي؟