غزة تحترق.. دمار شامل وآلاف الشهداء في أكبر هجوم إسرائيلي منذ عقود

منذ 3 ساعات
غزة تحترق.. دمار شامل وآلاف الشهداء في أكبر هجوم إسرائيلي منذ عقود

في مشهد أشبه بمنطقة تعرضت لكارثة نووية، تحول قطاع غزة إلى حطام شامل، حيث ألحقت الغارات الإسرائيلية دمارًا هائلًا بالبنية التحتية، وأدت إلى تدمير أكثر من نصف المباني، بجانب تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

مئات الآلاف من المدنيين ما بين شهداء وجرحى، فيما يكتظ النازحون في 20% فقط من مساحة القطاع، وسط انهيار شبه كامل للمنشآت الطبية والتعليمية التي لم تعد صالحة للاستخدام.

الهجوم الإسرائيلي الوحشي جاء ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها الفصائل الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

وفقًا لمنظمة “هانديكاب إنترناشيونال”، استُهدفت غزة بحوالي 500 قنبلة يوميًا، ليصل إجمالي ما أُلقي عليها في الـ100 يوم الأولى للحرب إلى قرابة 50 ألف قنبلة، ما جعل القطاع يبدو كما وصفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “منطقة ما بعد القنبلة الذرية.”

 

حصيلة الضحايا البشرية

على مدار عام من بدء العدوان، كانت الخسائر البشرية هائلة في صفوف الفلسطينيين. وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، قُتل حتى الآن أكثر من 41,965 شخصًا، بينهم ما لا يقل عن 11,355 طفلًا. كما أُصيب 97,590 شخصًا آخرين بجروح، بينما لا تزال هناك جثث مفقودة تحت الأنقاض.

منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن هذه الأرقام تمثل حوالي 6% من سكان غزة. في نفس الوقت، أجبرت الحرب ما يقارب 9 ملايين شخص على النزوح، بمعدل نزوح مرة واحدة شهريًا.

دمار المباني والممتلكات

التدمير الذي لحق بالمباني في غزة كان كارثيًا. وفقًا لآخر تحليلات الأمم المتحدة عبر الأقمار الصناعية، دُمِّرت حوالي 156 ألف مبنى سكني، بينما تضررت 215,137 وحدة سكنية أخرى.

وتشير التقارير إلى أن 63% من المباني في القطاع تعرضت للدمار الكامل أو الجزئي. أكثر المدن تضررًا كانت مدينة غزة، حيث تم تدمير نحو 36,276 مبنى، تلتها خان يونس بدمار بلغ 18,890 مبنى.

استهداف المدنيين ومراكز الإغاثة

لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية، بل استهدفت أيضًا منشآت الإغاثة. قُصفت 200 منشأة تابعة لـ”أونروا”، حيث لجأ إليها نحو مليون شخص بحثًا عن الأمان. وأدى القصف إلى استشهاد 563 شخصًا أثناء وجودهم في هذه المنشآت، بالإضافة إلى 226 موظفًا من “أونروا” فقدوا حياتهم خلال هذه الهجمات.

الهجوم على موكب تابع لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي الذي كان يحمل مساعدات غذائية عبر البحر، أسفر عن مقتل عدد من العاملين، مما أثار غضبًا واسعًا على مستوى دولي.

القطاع التعليمي والصحي في أزمة

تعرض نظام التعليم في غزة لضربة قاسية، حيث انقطع حوالي 660 ألف طفل عن الدراسة، نصفهم كانوا يعتمدون على مدارس “أونروا”.

ما يزيد عن 85% من هذه المدارس تعرضت للقصف أو تضررت بشكل كبير، وباتت 87% من المباني التعليمية تحتاج إلى إعادة بناء أو إصلاحات شاملة. أما القطاع الصحي، فقد شهد انهيارًا مع استهداف 500 مرفق صحي وعاملين في مجال الرعاية الصحية، ما أثر بشكل مباشر على الخدمات الطبية المقدمة.

أزمة المياه والغذاء

منشآت الصرف الصحي في غزة كانت أيضًا هدفًا للهجمات، مما أدى إلى فقدان 70% من المياه التي تزود عبر الشبكات، مما تسبب في نقص حاد في المياه. مع تدهور الأوضاع، يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام نفس المرافق الصحية، في ظل تراكم 395 ألف طن من النفايات الصلبة دون وجود مكان للتخلص منها بشكل صحيح.

على الجانب الغذائي، يواجه حوالي 96% من سكان غزة أزمة غذائية حادة، حيث يعاني الأطفال والنساء من نقص حاد في التغذية، في حين تضررت حوالي 70% من الأراضي الزراعية جراء القصف.