22 يناير 2025 03:21
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة تحت الأنقاض.. 15 شهرًا من الحرب تحول القطاع إلى مدينة أشباح وملايين النازحين يبحثون عن مأوى بين الركام

بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة التي تعرض لها قطاع غزة، بدأ النازحون الفلسطينيون في العودة إلى مدنهم وقراهم المدمرة، حاملين معهم آمالًا ضئيلة في العثور على ما تبقى من حياتهم السابقة.

القصف الإسرائيلي المكثف دمر البنية التحتية، وأطاح بمنازل الآلاف، ليترك القطاع المحاصر أمام كارثة إنسانية ومشهد لم يتوقع سكانه يومًا أن يصبح واقعًا.

في مدينة جباليا، شمالي القطاع، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” شهادات مؤلمة عن السكان الذين عادوا إلى أحيائهم التي أصبحت أطلالًا. منتصر بهجة، مدرس اللغة الإنجليزية، وابنه الحسن، 21 عامًا، تجولا بين الأنقاض في محاولة لتحديد ملامح الحي الذي كانا يعيشان فيه.

يقول الحسن، وهو يشير إلى أكوام الركام: “هذا منزل فهمي أبو وردة، وهذا منزل أبو شعبان”.

أخبار تهمك

بوادر خلاف مصري إسرائيلي حول ترتيبات إدارة معبر رفح ومحور "فيلادلفيا" - 1 - سيناء الإخبارية

بوادر خلاف مصري إسرائيلي حول ترتيبات إدارة معبر رفح ومحور “فيلادلفيا”

بعد 7 أيام.. بدأ العد التنازلى للانسحاب الإسرائيلى من أراضى جنوب لبنان - 3 - سيناء الإخبارية

بعد 7 أيام.. بدأ العد التنازلى للانسحاب الإسرائيلى من أراضى جنوب لبنان

غزة تحت الأنقاض.. 15 شهرًا من الحرب تحول القطاع إلى مدينة أشباح وملايين النازحين يبحثون عن مأوى بين الركام - 5 - سيناء الإخبارية

هدنة بعد حرب طاحنة
بعد أكثر من عام من القصف المتواصل، دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ الأحد الماضي.

وهذه الهدنة أنهت واحدة من أشد الحروب تدميرًا في تاريخ القطاع، حيث أدت إلى محو 69 عامًا من التنمية، وفقًا لمسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب خلفت أكثر من 50 مليون طن من الركام، معظمها ملوث بمواد خطرة مثل الأسبستوس. إزالة هذه الكميات الهائلة من الحطام ستستغرق نحو 21 عامًا وتكلف ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار.

أرقام صادمة وحجم غير مسبوق للدمار
وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، دُمر ثلثا المباني في غزة بالكامل، وهو ما يعادل 170 ألف مبنى، تشمل 245 ألف وحدة سكنية. هذه الأرقام أدت إلى نزوح ما يزيد عن 1.8 مليون شخص، يعيش الكثير منهم في ظروف قاسية للغاية.

غزة تحت الأنقاض.. 15 شهرًا من الحرب تحول القطاع إلى مدينة أشباح وملايين النازحين يبحثون عن مأوى بين الركام - 7 - سيناء الإخبارية

كما تعرضت 68% من شبكة الطرق لأضرار بالغة، بينما تقلصت إمدادات المياه إلى أقل من ربع مستوياتها قبل الحرب.

البنية التحتية للخدمات الأساسية تعرضت هي الأخرى لتدمير شبه كامل. تم القضاء على 200 منشأة حكومية و136 مدرسة وجامعة و823 مسجدًا و3 كنائس. أما القطاع الصحي، فقد خرج معظمه عن الخدمة، حيث لم يتبق سوى 17 مستشفى تعمل جزئيًا من أصل 36 مستشفى.

كارثة على الزراعة والموارد الطبيعية
تعرضت الأراضي الزراعية، التي تعد حيوية لإطعام سكان القطاع، لدمار هائل. تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90% من الأراضي الزراعية تدهورت بسبب القصف، مما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية وإفقار المزارعين.

كذلك، تم القضاء على 15 ألف رأس من الماشية، أي أكثر من 95% من إجمالي الماشية في القطاع، مما أدى إلى أزمة غذائية غير مسبوقة.

غزة تحت الأنقاض.. 15 شهرًا من الحرب تحول القطاع إلى مدينة أشباح وملايين النازحين يبحثون عن مأوى بين الركام - 9 - سيناء الإخبارية

مساعدات دولية وتبادل للأسرى
مع بدء سريان الهدنة، تدفقت المساعدات الدولية إلى القطاع. دخلت أكثر من 630 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإمدادات الأساسية إلى غزة في اليوم الأول فقط، في محاولة للتخفيف من معاناة السكان الذين واجهوا عامًا كاملًا من الجوع والحرمان.

وفي إطار شروط الهدنة، وافقت حماس على إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل الإفراج عن أكثر من ألف فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

تم تبادل 4 محتجزات إسرائيليات مقابل 90 أسيرة فلسطينية في اليوم الأول من الهدنة، مع استمرار عمليات التبادل بشكل أسبوعي طوال فترة الهدنة الممتدة إلى 42 يومًا.

رفح تحت الأنقاض
في مدينة رفح، جنوبي القطاع، وجد السكان العائدون أن 60% من منازل المدينة قد دُمرت بالكامل، إلى جانب 70% من شبكة الصرف الصحي.

هذا المشهد الكارثي يعكس واقعًا مأساويًا في قطاع غزة، حيث يواجه السكان تحديات هائلة لإعادة بناء حياتهم.

غزة تحت الأنقاض.. 15 شهرًا من الحرب تحول القطاع إلى مدينة أشباح وملايين النازحين يبحثون عن مأوى بين الركام - 11 - سيناء الإخبارية

إعادة الإعمار: تحديات تفوق التصور
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة إعمار القطاع ستحتاج إلى ما لا يقل عن 40 مليار دولار. عملية بناء الوحدات السكنية المدمرة وحدها قد تستغرق 80 عامًا، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن الأمر قد يمتد لعقود طويلة في ظل الأوضاع الراهنة.

مشهد من الألم والأمل
رغم الدمار الهائل، بدأ الفلسطينيون في غزة، بمساعدة المجتمع الدولي، في محاولة استعادة الحياة. ومع تدفق المساعدات، تستمر الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وسط آمال بإيجاد حل دائم ينهي هذا الصراع المدمر.