غزة في مفترق طرق: تصعيد دموي وآمال معلقة على وساطة مصرية لوقف النار

وسط تصاعد الضربات الإسرائيلية وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يترقب الفلسطينيون ما ستسفر عنه جهود الوسطاء، وعلى رأسهم الوسيط المصري، في دفع عجلة المفاوضات نحو وقف إطلاق نار يضع حدًا لحرب دامية مستمرة منذ أكثر من 17 شهرًا.
في خطوة جديدة على طريق الوساطة، استقبل رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة وفد من حركة حماس إلى القاهرة لبحث آفاق التهدئة، اللقاءات تأتي ضمن التحركات المصرية القطرية المكثفة لاستعادة الهدوء في غزة.
وفي خضم التحركات السياسية، يعيش القطاع أسوأ أزماته الإنسانية منذ بداية الحرب، بحسب ما أكدته وكالة “الأونروا”، التي أعلنت أن غزة لم تتلق أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من سبعة أسابيع، وهي أطول فترة حصار منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
المشهد على الأرض أكثر قسوة: مجازر متواصلة ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة وشمال القطاع وخان يونس، حيث استهدفت الغارات أحياءً سكنية وخيام نازحين، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى.
غزة في مفترق طرق
وفي مدينة رفح، تم تدمير مبانٍ سكنية، فيما وصف مسؤولون محليون الوضع بأنه “جحيم إنساني” مع اشتداد الجوع وشحّ المياه.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، أكد أن المخزون الغذائي الأساسي شارف على النفاد تمامًا، خاصة في محافظات الجنوب التي تضم غالبية النازحين.
في الضفة الغربية، التقى السفير المصري إيهاب سليمان نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في لقاءٍ جدّد فيه السفير تأكيد مصر على دعمها الكامل للشعب الفلسطيني والسلطة، ورفضها أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب من أرضه.
وعلى الصعيد الدولي، تواصل محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات الاستماع بشأن التزامات إسرائيل تجاه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمشاركة غير مسبوقة من 44 دولة و4 منظمات دولية، تطالب بإصدار رأي استشاري حول ضرورة تسهيل إسرائيل لوصول المساعدات الإنسانية.
وفيما تتواصل المجازر ويتفاقم الحصار، تبقى الأنظار معلقة على ما ستؤول إليه جهود القاهرة والدوحة، في محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة الجريحة.
تعليقات 0