فشل أنتوني بلينكن في زيارته الـ11 للشرق الأوسط.. أمريكا تعجز عن وقف جرائم إسرائيل أو مواجهة بريكس
اختتم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي زيارته الحادية عشرة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي امتدت من 22 إلى 25 أكتوبر 2024، وشملت كلاً من إسرائيل، السعودية، وقطر.
وتهدف هذه الزيارة، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية، إلى البحث عن سبل لإنهاء الحرب الجارية في غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، إضافةً إلى تقديم دعم إنساني عاجل للفلسطينيين.
وقد أجرى بلينكن أيضًا محادثات حول الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية لمنع توسع دائرة الصراع.
وتزامنت هذه الزيارة مع اشتداد الحرب على غزة، التي خلفت آلاف الشهداء الفلسطينيين، فضلًا عن مئات الآلاف من الجرحى، ما ألقى بظلال قاتمة على الوضع الإنساني في القطاع.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، إذ أسفر القصف على جنوب البلاد عن استشهاد أكثر من 2593 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 12 ألفًا.
خلال زيارته إلى إسرائيل، حث بلينكن على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري، مشددًا على أهمية إنهاء الحرب بطريقة تضمن أمن واستقرار المنطقة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل لإعادة إعمار القطاع وضمان مستقبل آمن ومستقر له.
تزامن الجولة مع قمة بريكس في روسيا
تأتي زيارة بلينكن في وقت دقيق يتزامن مع انعقاد قمة بريكس في روسيا، والتي شهدت انضمام خمس دول جديدة، منها مصر والسعودية وإيران.
ويسعى هذا التجمع إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء في مواجهة الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، حيث تصل مساهمته إلى 40% من الناتج الإجمالي العالمي بإجمالي 28.3 تريليون دولار.
ويمثل هذا التحالف الناشئ تحديًا جديدًا للولايات المتحدة، لا سيما في سعيه لتقليص النفوذ الاقتصادي والسياسي الأمريكي على الساحة العالمية.
تصاعد العنف الإسرائيلي ضد غزة ولبنان
بينما واصل بلينكن جولته، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان. ففي القطاع، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تدمير البنية التحتية الأساسية مثل المستشفيات والمدارس، مما جعل غزة تعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وعلى الرغم من وعود بلينكن المتكررة بعدم استهداف المدنيين، فإن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف قادة حركة حماس، بمن فيهم يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة.
وفي لبنان، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية والقصف المكثف على مواقع تابعة لحزب الله في الجنوب، معلنةً استعدادها لتنفيذ عملية برية محدودة في حال تصاعدت الهجمات.
ومن الجدير بالذكر أن التحذيرات الأمريكية من توسع الصراع لم تنجح في كبح الهجمات الإسرائيلية، التي تتزامن مع تقارير تؤكد علم الرئيس بايدن المسبق بعمليات إسرائيلية ضد مواقع تصنيع صواريخ في إيران، ردًا على هجمات شنتها طهران مطلع الشهر الجاري.
أهداف أمريكية سياسية داخلية
تأتي هذه الجولة وسط تحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تسعى إدارة بايدن إلى إبراز الجانب الإنساني في سياساتها الخارجية من خلال دعواتها لتقديم المساعدة للفلسطينيين.
كما تعمل هذه التحركات على تعزيز الدعم من اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، حيث تؤكد على التزامها بحماية أمن إسرائيل في إطار الحملة الانتخابية.
وفي ختام زيارته، أكد بلينكن مجددًا على ضرورة إنهاء الحرب في غزة، لكن تصريحاته لم تُقنع الشارع العربي الذي يرى أن الولايات المتحدة تركز فقط على حماية مصالحها وحليفتها إسرائيل دون بذل جهد فعلي لحل الأزمة من جذورها.
ومع ذلك، تبقى جولات بلينكن مؤشرًا على استمرار الولايات المتحدة في السعي للحفاظ على استقرار حليفها في المنطقة مهما كانت التكاليف، رغم الأضرار الإنسانية التي تلحق بالشعب الفلسطيني.
أبعاد وتوقعات مستقبلية
رغم توالي جولات بلينكن في المنطقة منذ بدء الحرب، فإن النتائج الملموسة على الأرض لا تزال محدودة، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الزيارات ودوافعها الحقيقية.
فمع تصاعد عمليات القتل والدمار في غزة، وغياب أي تقدم حقيقي نحو وقف دائم لإطلاق النار، يبدو أن الإدارة الأمريكية تواجه صعوبة في فرض تهدئة طويلة الأمد، في ظل غياب إرادة دولية حازمة لوقف العنف المتصاعد.
كما يُطرح تساؤل حول مدى قدرة الولايات المتحدة على التوفيق بين دعمها لإسرائيل وتجنب التصعيد مع إيران، حيث تشير التقارير إلى احتمالية نشوب صراع واسع إذا ما استمر التدخل الإسرائيلي في لبنان وتوسع ليشمل إيران. هذه التحديات تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، وتجعل آفاق تحقيق سلام مستدام أكثر ضبابية.
في ظل استمرار الأزمة وعدم وجود بوادر لحل دبلوماسي قريب، تبدو جولات بلينكن تكرارًا لمحاولات أمريكية سابقة لم تفلح في تحقيق استقرار حقيقي في المنطقة.
بينما تراقب القوى الدولية عن كثب التطورات، يبقى الأمل على المجتمع الدولي للضغط على جميع الأطراف لوقف النزيف البشري المتواصل، وضمان تقديم حلول عادلة وشاملة للنزاع تضع حدًا لمعاناة الشعوب.
تعليقات 0