فشل مشروع القرار الأمريكي بوقف إطلاق النار في غزة.. روسيا والصين تستخدمان الفيتو.. والجزائر تعترض
فشلت الولايات المتحدة اليوم الجمعة في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، الذي كان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بموجب اتفاق بشأن الرهائن، بعد أن صوتت روسيا والصين، الدولتان الدائمتان بالمجلس، ضد القرار.
تضمن مشروع القرار الذي تم رفضه ضرورة “وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة”، بالإضافة إلى “الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية” لجميع المدنيين ورفع “جميع الحواجز” أمام إيصال المساعدات.
في المقابل، أعرب العديد من السفراء عن دعمهم لمشروع جديد اقترحته مجموعة “E-10″، والتي تتألف من 10 أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ما يدعو إليه القرار الأمريكي:
الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار مع توسيع تدفق المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين في غزة ورفع جميع الحواجز أمام إيصال المساعدات.
الالتزام بالقانون الدولي من قبل إسرائيل وجميع الجماعات المسلحة، بما في ذلك توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني والطبي.
إدانة جميع أعمال الإرهاب بما في ذلك الهجمات التي قادتها حماس واحتجاز الرهائن وقتلهم، والعنف الجنسي، واستخدام المباني المدنية لأغراض عسكرية.
رفض أي تهجير قسري للمدنيين في غزة والمطالبة بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية الفوري لجميع الرهائن المتبقين.
دعم كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيغريد كاغ وغيرهم.
قيادة المنسق الأعلى لجهود إعادة إعمار غزة.
احترام الإخطارات الإنسانية وآليات تفادي الاشتباك المعمول بها.
رفض أي إجراء لإسرائيل يؤدي إلى تقليص مساحة غزة ودعوات لإعادة توطينها أو تغييرات ديمغرافية.
إدانة الهجمات المستمرة للمتمردين الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر.
هذه النقاط تمثل المبادئ والأهداف التي يسعى القرار الأمريكي إلى تحقيقها من أجل استقرار المنطقة وتوفير الحماية والمساعدة للمدنيين في غزة.
وقدم السفير الإسرائيلي جلعاد إردان تقييمًا لفشل مشروع القرار، حيث أشار إلى أنه كان يمثل الأول من نوعه الذي يدين هجوم حماس على إسرائيل من قبل هيئة تابعة للأمم المتحدة. وعبر إردان عن استيائه من عدم إقرار المشروع، ووصف ذلك بأنه “وصمة عار لن تُنسى أبداً”. كما أكد أن حماس تستخدم سكان غزة كدروع بشرية، معتبرًا ذلك مسؤولية وحدها.
بالمثل، قدمت سفيرة غويانا كارولين رودريغيز-بيركيت تبريرًا لامتناع بلادها عن التصويت، مؤكدة أن القرار لم يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأن هذا الإجراء ضروري لإيقاف الكارثة الإنسانية في غزة.
من جهته، أشار السفير الصيني تشانغ جون إلى أهمية تبني مجلس الأمن قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مؤكدًا أن هذا يتماشى مع دعوات الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح أن الصين تأيد مشروع القرار الجديد الذي يتناول هذا الأمر بشكل واضح ومنطقي، معتبرًا أنه يجب دعمه للحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة وكرامة المجلس.
بهذا الصدد، أكدت المواقف المختلفة للسفراء الإسرائيلي وغويانا والصين تعقيدات الوضع الحالي في غزة وضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لإيقاف التصعيد العسكري وحماية المدنيين.
أدلى سفير الجزائر عمار بن جامع بتقديم تقييم حول فشل مشروع القرار، حيث أكد أنه لو تمت الموافقة عليه في وقت سابق، فإنه كان يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح البريئة. وأوضح أن الجزائر قدمت تعديلات معقولة على مسودة المشروع منذ أكثر من شهر، ولكن المخاوف الأساسية لم تتم معالجتها، وبالتالي صوتت بلادها ضد المشروع.
من جانبها، عبرت سفيرة المملكة المتحدة باربرا وودوارد عن خيبة أملها من استخدام حق النقض من قبل الصين وروسيا، معتبرة أن المشروع كان سيكون الفرصة الأولى للتصديق المجلس على حماس.
وبالمثل، عبرت السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد عن انتقاداتها لسياسة روسيا والصين، مؤكدة أنهما لم تقدما أي دعم فعّال للسلام، وأشارت إلى أن المشروع الجديد لم يدعم الدبلوماسية الحساسة في المنطقة.
أما سفير روسيا، فأكد على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، واعتبر أن المسودة الأمريكية كانت تستخدم لأغراض سياسية، دون معالجة جدية للوضع في غزة.
أخيرًا، تم الإشارة إلى أن هناك مشروع قرار بديل صاغه الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ويؤكد على ضرورة زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومن المتوقع أن يُطرح للتصويت لاحقًا.
تعليقات 0