مصير قطاع غزة.. الاحتلال يغلق ممرات الأمل ويسعى لتفكيك حماس وإقصاء السلطة الفلسطينية
قطاع غزة، البقعة الملتهبة التي تغرق في نار الحرب، تكشف عن مشهد مأساوي ومعاناة لا تنتهي لأهاليها، وذلك في غياب أي حل سياسي أو إنساني، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية داخل القطاع بهدف تفكيك قدرات حركة حماس، ومنعها من إعادة بناء قوتها العسكرية.
وعلى الرغم من محاولات الضغط الدولي، لا يبدو أن هناك أفقًا لحل قريب يوقف هذا التصعيد المستمر.
وتشمل أهداف هذه العمليات تقييد وصول حماس إلى الدعم الخارجي، والسيطرة على معابر الحدود، فضلاً عن تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية على السكان.
ومع استمرار العمليات العسكرية، يبقى ملف المختطفين واحدًا من العوامل التي تعيق الوصول إلى تسوية. تطالب حماس بوقف العمليات العسكرية قبل بدء أي مفاوضات حول تبادل الأسرى، في حين ترفض إسرائيل تقديم أي تنازلات حول موضوع محور فيلادلفيا وربما نيتساريم.
كما أن غياب أي تقدم نحو تشكيل حكومة مدنية بديلة يحكم القطاع يعقد الأمور، حيث تسعى بعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية إلى إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأسباب سياسية.
الأزمة الإنسانية: معاناة مستمرة في ظل ظروف قاسية
من جانب آخر، يعاني حوالي 70% من سكان قطاع غزة، الذين يعيشون في منطقة وسط وغرب القطاع، من ظروف مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. مع اقتراب فصل الشتاء، تتفاقم معاناتهم، إذ يعيش الكثير منهم في خيام وأكواخ بلاستيكية، بينما يتم نهب المساعدات الإنسانية من قبل عناصر حماس وعائلات الجريمة.
وهذا النقص الحاد في المساعدات يزيد الوضع سوءًا، ويجعل الحاجة إلى تدخل دولي عاجل أكثر إلحاحًا.
خطة إسرائيل: ممرات آمنة لضمان الأمن في غياب الحلول السياسية
وفي سياق العمليات العسكرية، تتبنى إسرائيل خطة استراتيجية تتمثل في إقامة “ممرات آمنة” في غزة، التي تهدف إلى ضمان الأمن وتسهيل حركة القوات الإسرائيلية من دون الاحتلال الكامل للقطاع.
تشمل هذه الخطة إنشاء مناطق أمنية على طول الحدود، وخاصة في محور فيلادلفيا، لوقف تهريب الأسلحة والمواد الخام التي تستخدمها حماس لإنتاج الأسلحة.
كما تهدف إسرائيل إلى تقليص قدرة حماس على إعادة بناء قوتها، مع الضغط على قيادتها في قطر للموافقة على صفقة تبادل الأسرى.
المساعدات الإنسانية: تحديات وعقبات أمام الوصول إلى المتضررين
المساعدات الإنسانية هي الأخرى تواجه تحديات كبيرة في قطاع غزة، حيث تتعرض للنهب من قبل العناصر المسلحة وعائلات الجريمة. شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع من إسرائيل تواجه صعوبات في الوصول إلى التجمعات السكانية بسبب المعوقات التي يفرضها الوضع الأمني والسيطرة العسكرية لحماس. وبالرغم من محاولات بعض المنظمات الدولية توفير الإغاثة، فإن هذه الجهود غالبًا ما تصطدم بعراقيل من قبل الأطراف المختلفة في القطاع.
الوجود الإسرائيلي العسكري: استراتيجية طويلة الأمد
إسرائيل تسعى إلى تنفيذ وجود عسكري مستمر في القطاع عبر مراقبة أمنية دقيقة وتنفيذ عمليات محدودة دون احتلال كامل. يهدف هذا الوجود إلى تقليص قدرات حماس والجهاد الإسلامي، في وقت يحاول فيه الجيش الإسرائيلي تحقيق أمن جنوب إسرائيل من خلال هذه “الممرات المؤمنة”.
كما يتوقع أن تستمر هذه الخطة لعدة سنوات في غياب تسوية سياسية أو اتفاق للإفراج عن المختطفين، مما يعكس عزم إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية مع تقليص التدخل البشري المباشر في الحياة اليومية للسكان في القطاع.
الخلاصة: ملامح مستقبل غامض
ما زالت آفاق الحل في قطاع غزة غامضة، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتعقيد المفاوضات حول القضايا الإنسانية والسياسية. ومع غياب الحلول الجذرية، يظل سكان غزة يواجهون تحديات إنسانية هائلة في انتظار أن يطرأ تغيير جوهري في الأفق السياسي أو العسكري.
تعليقات 0