كارثة جوية في واشنطن.. تحطم طائرة ركاب في نهر بوتوماك بعد اصطدام مروع بمروحية عسكرية .. والعثور على 19 جثة

في حادث جوي مروع هز العاصمة الأمريكية واشنطن، تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة “أمريكان إيرلاينز” صباح اليوم الخميس في نهر بوتوماك، وذلك إثر اصطدامها في الجو بمروحية عسكرية من طراز “سيكورسكي إتش-60″، ما أسفر عن مصرع جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 60 راكبًا، إضافة إلى 4 من أفراد الطاقم.

ووفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، فقد وقع الحادث أثناء اقتراب الطائرة من مدرج الهبوط في مطار رونالد ريجان الوطني، عندما اصطدمت بالمروحية العسكرية التي كانت في مهمة تدريبية.

وأدى الاصطدام العنيف إلى انشطار الطائرة إلى قسمين، قبل أن تسقط في مياه النهر، وسط أجواء طقس شديدة البرودة، حيث تواصل فرق الإنقاذ البحث عن ناجين.

أخبار تهمك

منتدى الأعمال المصري العراقي في بغداد.. انطلاقة نحو شراكة اقتصادية قوية لإعادة الإعمار والتكامل الإقليمي

قرار ترامب بوقف المساعدات الفيدرالية يثير جدلًا واسعًا داخل وخارج الولايات المتحدة

جهود الإنقاذ والاستجابة السريعة
وعقب وقوع الحادث، هرعت قوارب الإطفاء ووحدات الإنقاذ إلى موقع الكارثة، فيما نشرت السلطات الأمريكية فرق غوص مدعومة بغواصة تابعة للجيش الأمريكي للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.

وأكدت شبكة “CNN” الأمريكية أن فرق الإنقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال 19 جثة من بين ضحايا الحادث، بينما لا تزال الجهود جارية لانتشال باقي الضحايا وسط ظروف صعبة بسبب درجات حرارة الماء المتجمدة.

من جهته، أعلن مطار رونالد ريجان عن إغلاق مدرجاته بشكل كامل وتحويل الرحلات القادمة إلى مطار بالتيمور الدولي، فيما أعلنت إدارة شرطة العاصمة واشنطن أنها تعمل بالتنسيق مع وكالات متعددة للاستجابة للحادث. وأكدت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، أن الوزارة خصصت كل الموارد المتاحة لخفر السواحل الأمريكي للمشاركة في جهود الإنقاذ، مشيرة إلى أن السلطات تراقب الوضع عن كثب.

تصريحات رسمية وتحقيقات جارية
وفي أول تعليق على الحادث، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن “هذه الكارثة الجوية كان يمكن منعها”، موضحًا عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال” أن المروحية العسكرية اقتربت من المطار بشكل روتيني لكنها ظلت في مسار الطائرة لفترة طويلة من الزمن. وأضاف أن التقارير الأولية تشير إلى أن خطأ بشريًا قد يكون وراء الحادث، مشددًا على ضرورة إجراء تحقيق شامل للكشف عن ملابساته.

كما أعرب رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، عن حزنه العميق لهذا الحادث المأساوي، مؤكدًا في بيان رسمي أن السلطات ستبذل كل ما في وسعها لمعرفة أسباب الاصطدام واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وفي سياق متصل، أعلنت سفارة روسيا في الولايات المتحدة أنها تتحرى عما إذا كان هناك أي مواطنين روس بين ضحايا الطائرة المنكوبة، فيما أبدت عدة دول أخرى اهتمامًا بمعرفة تفاصيل الحادث، خاصة أن الطائرة كانت تقل ركابًا من جنسيات مختلفة.

الظروف الجوية القاسية تعقد عمليات البحث
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية تحذيرًا من المخاطر الناجمة عن درجات الحرارة المنخفضة في نهر بوتوماك، حيث تبلغ حرارة المياه حاليًا 35 درجة تحت الصفر، مما يزيد من صعوبة عمليات البحث والإنقاذ. وأوضحت الهيئة أن “المياه الباردة تنقل حرارة الجسم بسرعة أكبر بنحو 26 مرة من الهواء الذي يتمتع بنفس درجة الحرارة، ما يتسبب في فقدان سريع للقدرة على الحركة”.

وفي هذا السياق، قال مراسل “القاهرة الإخبارية” من واشنطن، رامي جبر، إن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبرى بسبب الطقس البارد، مضيفًا أن المروحية العسكرية التي اصطدمت بالطائرة كانت تنفذ جولة تدريبية وقت وقوع الحادث، وفق ما نقلته مصادر أمريكية.

استبعاد الفرضيات الإرهابية وتأكيد خطأ بشري محتمل
وفي ظل التحقيقات الجارية، استبعدت السلطات الأمريكية فرضية العمل الإرهابي أو الإجرامي في هذه الكارثة الجوية، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن الحادث قد يكون ناجمًا عن خطأ بشري أو سوء تنسيق بين الطائرتين أثناء التحليق.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصادر عسكرية أن المروحية العسكرية، وهي من طراز “بلاك هوك”، كانت في رحلة تدريبية روتينية ولم يكن على متنها سوى ثلاثة جنود، تأكد لاحقًا أنهم لقوا مصرعهم جراء الاصطدام.

وفي أحدث حصيلة للضحايا، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن فرق الإغاثة انتشلت حتى الآن 19 جثة من مياه النهر، بينما لا تزال عمليات البحث عن باقي الضحايا مستمرة.

ويعد هذا الحادث واحدًا من أسوأ الكوارث الجوية التي تشهدها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ويثير تساؤلات حول إجراءات الأمان في المجال الجوي الأمريكي، خاصة بالقرب من المطارات الكبرى.