مؤشرات إيجابية على اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط جهود دبلوماسية حاسمة
تشهد الأجواء الدولية تطورًا ملحوظًا بشأن المفاوضات الرامية للوصول إلى وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، في ظل تصاعد الضغط الدولي لإنهاء الأزمة المستمرة في قطاع غزة.
تأتي هذه المؤشرات الإيجابية وسط جهود وساطة تقودها مصر وقطر بدعم أمريكي مكثف، ووسط حالة من التفاؤل الحذر بين الأطراف المعنية.
البيت الأبيض أشار إلى اقتراب التوصل إلى هدف كان بعيد المنال لأسابيع طويلة.
المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال في تصريحات حديثة إن هناك تقدمًا واضحًا، لكنه شدد على ضرورة الحذر: “نحن نعتقد أن الجانبين يقتربان، لكننا حذرون في تفاؤلنا؛ فالتجارب السابقة كانت محبطة”.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن التوصل إلى الاتفاق بات ممكنًا شريطة عدم فرض شروط جديدة من قِبل الاحتلال.
بيان صادر عن الحركة أوضح أن المفاوضات الجارية في الدوحة تجري في أجواء إيجابية، مشيرًا إلى أن معظم الملفات الرئيسية تم التوافق حولها. وأفادت تقارير أن حماس قدّمت قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الأحياء ضمن التزامات الاتفاق.
في المقابل، أكد مسؤولون إسرائيليون أن وفدًا رفيع المستوى يجري مباحثات مكثفة في العاصمة القطرية، معربين عن تفاؤل حذر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون أيام.
صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن مصادر مطلعة أن حماس تراجعت عن مطلبها السابق بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، وهو ما اعتبرته الأوساط السياسية خطوة هامة نحو تذليل العقبات السابقة.
وتشمل خطة الاتفاق المبدئية، وفقًا لتقارير فلسطينية، ثلاث مراحل واضحة:
1- الإفراج عن المحتجزين المدنيين وبعض الجنود خلال 45 يومًا الأولى، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من مراكز المدن والمناطق الساحلية.
2- استمرار الإفراج التدريجي عن بقية المحتجزين، بالتوازي مع سحب القوات من أجزاء أخرى من القطاع.
3- إنهاء العمليات العسكرية بشكل كامل، مع إعادة النازحين تدريجيًا إلى شمال القطاع.
وبينما تبدو ملامح الاتفاق قريبة، تواجه الحكومة الإسرائيلية معارضة قوية من داخل أروقتها، خاصة من وزراء اليمين المتطرف الذين يعتبرون أي اتفاق مع حماس “تنازلات غير مقبولة”.
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كشفت عن تردد واضح؛ إذ أقر بقرب الاتفاق لكنه شدد على ضرورة “الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية في غزة بعد الحرب”.
على الجانب الإنساني، تشير التقارير الأممية إلى أن الوضع في قطاع غزة كارثي، حيث أدت الحرب إلى استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني، وتدمير هائل للبنية التحتية، فضلًا عن نزوح ما يقرب من 2 مليون شخص، في حين تعاني غزة من جوع جماعي ونقص حاد في الإمدادات الإنسانية الأساسية.
وفي خضم الجهود المستمرة، تظل الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير هذا الاتفاق.
فهل تنجح الأطراف في تجاوز الخلافات والوصول إلى لحظة تاريخية لإنهاء الحرب؟ أم أن الانقسامات السياسية والضغوط الداخلية ستبقي غزة رهينة استمرار العنف والدمار؟
تعليقات 0