محمد الجولاني.. من قائد جهادي إلى زعيم هيئة تحرير الشام.. أعلن ولاءه للظواهري وانشق عن البغدادي
محمد الجولاني، الاسم الحركي لأحمد حسين الشرع، شخصية مثيرة للجدل في النزاع السوري.
وُلد عام 1982 في الرياض لعائلة سورية عادت إلى دمشق عام 1989، حيث نشأ في حي المزة.
درس الطب في جامعة دمشق لمدة عامين قبل أن يترك دراسته ويلتحق بتنظيم القاعدة في العراق عام 2003 بعد الغزو الأمريكي.
برز الجولاني سريعًا في صفوف القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، حيث كان حلقة وصل بين المقاتلين الأجانب والمحليين.
بعد مقتل الزرقاوي عام 2006، انتقل إلى لبنان لتدريب الجماعات المسلحة، ثم عاد إلى العراق حيث اعتُقل من قبل القوات الأمريكية وسُجن في معسكر بوكا.
شكلت فترة السجن نقطة تحول في حياته، حيث عززت علاقاته مع قيادات جهادية بارزة.
في 2011، عاد الجولاني إلى سوريا بتكليف من أبو بكر البغدادي لإنشاء فرع لتنظيم القاعدة، مؤسسًا جبهة النصرة عام 2012.
رفض الجولاني لاحقًا إعلان البغدادي دمج النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية، وأعلن ولاءه لأيمن الظواهري، زعيم القاعدة حينها.
وفي 2016، أعلن انفصال النصرة عن القاعدة وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام.
وفي 2017، أعاد هيكلة التنظيم ليصبح هيئة تحرير الشام، التي ركزت على الإدارة المحلية والدبلوماسية بدلاً من الجهاد العالمي، معتمدة خطابًا أكثر براغماتية.
تحت قيادة الجولاني، أصبحت إدلب آخر معقل رئيسي للمعارضة السورية، حيث أسس حكمًا يعتمد على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية، وطور هياكل إدارية وقضائية.
أثارت تصريحاته الأخيرة، بما في ذلك تبرؤه من الهجمات الخارجية ومحاولة تحسين صورته الدولية، جدلاً واسعًا حول أهدافه الحقيقية، وسط اتهامات باستخدام تكتيكات إعادة التسمية لتجنب الضغوط الدولية.
يظل الجولاني شخصية بارزة في النزاع السوري، تتسم بقيادته بالقدرة على التكيف مع الظروف، مما جعله أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في مسار الأحداث داخل سوريا وخارجها.
تعليقات 0