3 ديسمبر 2024 21:42
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مدينة حلب على حافة الانفجار.. قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مخرج وسط زحف الفصائل المسلحة

تشهد مدينة حلب السورية تطورات عسكرية متسارعة تنذر بتغيير جذري في موازين القوى على الأرض. ففي الوقت الذي تواصل فيه قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تتألف أساسًا من تشكيلات كردية مدعومة من الولايات المتحدة، سعيها لتعزيز نفوذها،

وتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الفصائل المسلحة المدعومة شعبيًا، التي باتت تكتسب زخمًا بشريًا ملحوظًا في ظل تصاعد التوترات.

مدينة حلب على حافة الانفجار.. قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مخرج وسط زحف الفصائل المسلحة

تصاعد المواجهات ومطار حلب في قلب الصراع
مع الساعات الأولى من صباح السبت، حاولت قوات “قسد” تنفيذ عملية استباقية للسيطرة على مطار حلب، في خطوة تهدف إلى تقوية موقفها الاستراتيجي وسط المعركة المتصاعدة.

غير أن هذه المحاولة سرعان ما أُحبطت بعد أن أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها الكاملة على المطار، وسط انتشار مقاطع فيديو تظهر تواجد مسلحين أكراد عند بواباته قبل انسحابهم.

ووفقًا لمصادر إعلامية مقربة من “قسد”، فإن القوات الكردية سارعت بالتقدم إلى بلدات تل حافر وتل عران وتل حاصل بريف حلب الشرقي بعد انسحاب الجيش السوري منها.

مدينة حلب على حافة الانفجار.. قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مخرج وسط زحف الفصائل المسلحة

تحديات متفاقمة أمام “قسد”
أمام الزخم البشري الذي ترافقه مشاركة مدنية واسعة النطاق مع الفصائل المسلحة، تجد “قسد” نفسها أمام خيارات صعبة تتطلب قرارات حاسمة. ويُعزى هذا الزخم إلى استياء سكان المناطق الريفية في حلب من السياسات القمعية التي انتهجها الجيش السوري، بحسب مصادر مطلعة.

وتطرح “قسد” ثلاثة خيارات للتعامل مع التصعيد:
التفاوض المؤقت:
العمل على الوصول إلى اتفاق قصير الأمد يضمن بقاء المناطق الكردية تحت سيطرة القوات الكردية.

الانسحاب السلمي:
تسليم المناطق دون خوض مواجهات عسكرية، وهو خيار يواجه رفضًا من القيادات المتشددة داخل “قسد”.

حرب شوارع:
مواجهة الفصائل المسلحة في معارك مباشرة، وهو خيار يوصف بـ”الانتحاري”، وقد يتطلب دعمًا عسكريًا مباشرًا من الجيش السوري وغطاءً جويًا روسيًا، وهو أمر لم يتم ضمانه بعد.

مدينة حلب على حافة الانفجار.. قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مخرج وسط زحف الفصائل المسلحة

أهمية بلدتي الشيخ مقصود والأشرفية
تُعد بلدتا الشيخ مقصود والأشرفية بمثابة الجيبين الأساسيين لـ”قسد” في مدينة حلب. ورغم تعرضهما لهجمات متكررة خلال السنوات الماضية، تمكنت القوات الكردية من الحفاظ على سيطرتها عليهما.

ومع ذلك، يواجه السكان المحليون تحديات أمنية مستمرة، في ظل ضعف الإمدادات العسكرية التي اقتصرت على الأسلحة الخفيفة، نتيجة منع الحكومة السورية دخول الأسلحة الثقيلة.

اتهامات وتحذيرات
اتهم المتحدث باسم قوات “قسد”، فرهاد شامي، تركيا بإدارة خطة التصعيد العسكري في شمال غربي سوريا، معتبرًا أن هذا التدخل يعمّق الأزمة ويهدد استقرار المنطقة.

من جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العمليات العسكرية منذ بدء الهجوم، يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل 327 شخصًا، بينهم 183 من عناصر الفصائل المسلحة، و100 من الجيش السوري والمجموعات الموالية له، إضافة إلى 44 مدنيًا، في حصيلة تعكس حجم العنف المتصاعد.

مدينة حلب على حافة الانفجار.. قوات سوريا الديمقراطية تبحث عن مخرج وسط زحف الفصائل المسلحة
المشهد القادم
مع استمرار الصراع وتضارب الأنباء حول التطورات الميدانية، يبقى مستقبل مدينة حلب والمناطق المحيطة بها مفتوحًا على احتمالات معقدة. وبينما تسعى “قسد” للحفاظ على مناطقها وتعزيز موقفها التفاوضي، تواصل الفصائل المسلحة توسعها، مما ينذر بمزيد من التصعيد في واحدة من أكثر مناطق سوريا تعقيدًا وصراعًا.