26 مارس 2025 13:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مراهقون إسرائيليون يفضلون السجن على الانضمام للجيش رفضًا لحرب غزة

في خطوة تعكس معارضة متزايدة للحرب على غزة، قرر عدد من المراهقين والشباب الإسرائيليين دخول السجن بدلاً من الانضمام إلى الجيش، احتجاجًا على العمليات العسكرية التي تشنها بلادهم.

ويُعرف هؤلاء باسم “الرافضون”، وهو مصطلح يعود إلى الاتحاد السوفييتي السابق، ويشير إلى من يرفضون الخدمة العسكرية الإلزامية.

مراهقون إسرائيليون يفضلون السجن على الانضمام للجيش رفضًا لحرب غزة - 5 - سيناء الإخبارية

“لا يمكنني ارتداء زيّ يرمز إلى القتل والقمع

إيتامار غرينبرغ، شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، كان أحد هؤلاء الذين دفعوا ثمن رفضهم للتجنيد. قضى غرينبرغ 197 يومًا في سجن عسكري بسبب موقفه، مؤكدًا أن قراره جاء بعد “عملية طويلة من التعلم والمحاسبة الأخلاقية للذات”.

أخبار تهمك

تسريبات سرية تكشف هشاشة الأنظمة الأمنية في الولايات المتحدة وإسرائيل - 1 - سيناء الإخبارية

تسريبات سرية تكشف هشاشة الأنظمة الأمنية في الولايات المتحدة وإسرائيل

إقرار قانون المسؤولية الطبية نهائيًا...حماية للأطباء وضمان لحقوق المرضى - 3 - سيناء الإخبارية

إقرار قانون المسؤولية الطبية نهائيًا…حماية للأطباء وضمان لحقوق المرضى

وقال لشبكة “سي إن إن”: “كلما ازدادت معرفتي، ازداد يقيني بأنه لا يمكنني ارتداء زيّ يرمز إلى القتل والقمع”، مضيفًا أن ما يحدث في غزة هو “إبادة جماعية” ولا يحتاج إلى مبررات إضافية لرفض المشاركة فيه.

وأشار غرينبرغ إلى أنه تعرض لاتهامات بالخيانة ومعاداة السامية، حتى من أقرب الناس إليه، فضلًا عن تهديدات بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع ذلك، أكد تمسكه بموقفه قائلاً: “إذا انضممت إلى الجيش، سأكون جزءًا من المشكلة، وأنا أُفضّل أن أكون جزءًا من الحل”.

“أُفضل السجن على قتل الأطفال”

إدو عيلام، شاب آخر رفض التجنيد ودفع ثمن موقفه بالسجن، عبّر عن قناعته بقوله: “أُفضل الحبس على قتل الأطفال”. وتأتي هذه التصريحات في ظل أرقام مفزعة نشرتها منظمة “يونيسف”، تفيد بمقتل أكثر من 14 ألف طفل في غزة منذ بداية الحرب.

مراهقون إسرائيليون يفضلون السجن على الانضمام للجيش رفضًا لحرب غزة - 7 - سيناء الإخبارية

الجيش جزء من النسيج الاجتماعي

رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل ليس بالأمر الشائع، حيث يُنظر إلى التجنيد الإجباري على أنه حجر أساس في بناء الهوية الوطنية. فمنذ الصغر، يُلقَّن الأطفال فكرة أنهم سيصبحون يومًا ما جنودًا لحماية بلادهم، وتحرص المدارس على إشراك الجيش في أنشطتها، مما يجعل الرفض أمرًا مستهجَنًا.

مع بلوغهم سن الـ16، يتلقى الشباب الإسرائيليون أوامر التجنيد الأولية، لتتوج في سن الـ18 بالتحاقهم الإلزامي بالخدمة العسكرية، وهو ما يجعل من يرفضونها عرضة للسجن أو العزلة الاجتماعية.

ورغم أن عدد “الرافضين” المعلنين لا يزال محدودًا، إذ لم يتجاوز 12 شخصًا منذ بداية الحرب، وفقًا لمنظمة “ميسارفوت” الداعمة لهم، فإن هناك عددًا أكبر من “الرافضين الرماديين”. هؤلاء يلجأون إلى حجج مثل الاضطرابات النفسية للحصول على إعفاء من الخدمة، دون إعلان موقفهم بشكل صريح.

وتشير منظمة “يش غفول”، وهي مجموعة أخرى تدعم الرافضين، إلى أن نحو 20% من الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية يتهربون منها سنويًا، مستغلين الثغرات الطبية والنفسية، ومع ذلك، لا ينشر الجيش الإسرائيلي أرقامًا رسمية حول عدد حالات رفض التجنيد.

مراهقون إسرائيليون يفضلون السجن على الانضمام للجيش رفضًا لحرب غزة - 9 - سيناء الإخبارية

تصاعد الغضب الداخلي

إلى جانب رفض التجنيد، تشهد إسرائيل موجة احتجاجات متزايدة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث يتهمه الآلاف من المتظاهرين باللجوء إلى أساليب مناهضة للديمقراطية للبقاء في السلطة، فضلًا عن فشله في التعامل مع أزمة الرهائن.

وبينما تستمر الحرب على غزة، يبدو أن الأصوات المعارضة داخل إسرائيل، سواء من “الرافضين” أو المحتجين، تزداد قوة، في مشهد يعكس انقسامًا داخليًا متزايدًا بشأن السياسات العسكرية والسياسية للبلاد.