23 نوفمبر 2024 05:04
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مشروع أمريكي خبيث.. غضب دولي من إنشاء ميناء عائم في غزة.. ومطالب أممية بفتح المعابر

جو بايدن

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية اليوم الأحد عن مغادرة سفينة إمداد أمريكية تُدعى “الجنرال فرانك بيسون” من قاعدة لانجلي يوستيس المشتركة بولاية فرجينيا، متجهة إلى شرق البحر المتوسط. تحمل السفينة على متنها أولى المعدات اللازمة لبناء ميناء عائم لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة.

ويأتي ذلك بعد أقل من 36 ساعة على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة لضمان وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى القطاع المحاصر.

ووفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية، تحمل سفينة “بيسون” معدات لإنشاء رصيف بحري مؤقت لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية من الغذاء والماء والدواء إلى سكان غزة.

وكان الرئيس بايدن قد أصدر تعليماته للجيش بإنشاء هذا الميناء المؤقت في أعقاب التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

ردود أفعال متباينة:

لقيت خطة الرئيس بايدن لإنشاء ميناء عائم في غزة ردود أفعال متباينة، فقد رحب البعض بهذه الخطوة واعتبرها خطوة إيجابية لتخفيف حدة المعاناة الإنسانية في غزة.

في المقابل، عبر آخرون عن تشككهم في جدوى هذه الخطة، وعبروا عن مخاوفهم من استغلال مأساة سكان غزة لتحقيق أهداف سياسية، مثل “مخطط التهجير”.

مخاوف وتساؤلات:

أثار إعلان الرئيس بايدن عن إنشاء ميناء عائم في غزة بعض التساؤلات حول كيفية إدارة هذا الميناء ومن سيضمن عدم استغلاله لأغراض أخرى غير إيصال المساعدات الإنسانية.

كما أعرب بعض المراقبين عن مخاوفهم من أن يؤدي إنشاء هذا الميناء إلى تعزيز الانقسام الفلسطيني وعرقلة جهود المصالحة.

اقتراح “خبيث”:

وأدان المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، الاقتراح الأمريكي معتبرًا إياه “خبيثًا”، مشيرًا إلى تضارب السياسات حيث تقدم الولايات المتحدة في الوقت نفسه دعمًا عسكريًا لإسرائيل بينما تعلن عن جهود إنسانية في غزة. وأضاف قائلاً: “للمرة الأولى، أسمع أحدًا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري، لم يطلب أحد رصيفًا بحريًا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني”.

وأشارت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيانها إلى تركيز إسرائيل على منع مرور المساعدات بريًا وتقديم الموافقات على فتح ممرات بحرية، معتبرة ذلك جزءًا من خطة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وتفريقهم بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

إحجام عن مواجهة إسرائيل:

واعتبر آخرون أن إعلان “بايدن”، في خطابه عن حالة الاتحاد، لإنشاء ميناء على شاطئ غزة لإيصال المساعدات، يشير إلى إحجام الإدارة عن مواجهة إسرائيل، بسبب عرقلتها في تسليم مساعدات الإغاثة أو استخدام النفوذ الاستثنائي للولايات المتحدة كداعم عسكري رئيسي لإسرائيل. وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، يُعتبر هذا الإعلان دليلًا إضافيًا على تراجع الإدارة الأمريكية في مواجهة إسرائيل، وذلك بهدف التخفيف من تداعيات الحرب الكارثية.

وقد عبرت سيجريد كاخ، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، عن ترحيبها بالخطة التي أعلنها بايدن، خاصة بعد أن انضمت الولايات المتحدة إلى دول أخرى في تقديم المساعدات الجوية للقطاع. ولكنها في الوقت نفسه أكدت أن الجو والبحر لا يمكن أن يحلان محل الأرض، مشيرة إلى أهمية فتح المعابر البرية لتوصيل المساعدات بشكل أسرع وأفضل.

وأعاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون تأكيد الدعم لفكرة زيادة توصيل المساعدات إلى غزة، مشددًا على ضرورة فتح المزيد من الشاحنات لدخول القطاع، حيث تُعتبر هذه الشاحنات وسيلة أسرع لتقديم المساعدات إلى المحتاجين.

خطة بايدن لبناء الميناء قد تستغرق ما يصل إلى 60 يومًا:

وأشارت لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن إنشاء ميناء مؤقت قد يستغرق ما يصل إلى أسابيع للبناء أو عمليات إنزال جوي، مؤكدة على ضرورة استخدام الولايات المتحدة نفوذها لرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وإعادة فتح المعابر، وفقًا لبيانها.

من جانبه، أعرب ليئور حيات، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن ترحيبه بفتح الممر البحري من قبرص إلى قطاع غزة.

وفي خطابه الذي ألقاه يوم الخميس الماضي، أقرَّ الرئيس جو بايدن بحجم المعاناة الفلسطينية في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه الحرب تسببت في خسائر كبيرة بين المدنيين الأبرياء، وأشار إلى أن عدد القتلى بلغ أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم ليسوا من حماس.

وأدلى وسام ثابت، فلسطيني يبلغ من العمر 40 عامًا، بتصريح يرى فيه أن حلاً لأزمة غزة لا يمكن أن يأتي من خلال زيادة المساعدات، بل يجب وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة بشكل كامل. وأضاف أن إنشاء ميناء في غزة لا يلبي الاحتياجات الأساسية للسكان، معتبرًا الخطة “مضحكة” ومشددًا على أن الوقت المناسب لتقديم المساعدة كان أمس.