مفاوضات إسرائيل وحماس تصل إلى طريق مسدود.. تعثر جهود الهدنة وتبادل المحتجزين
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن تعثر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن أصبح أمرًا غير مرجح.
خلافات متزايدة ومطالب متعارضة
وأوضحت الصحيفة أن حركة حماس جددت مؤخرًا مطالبتها لإسرائيل بالالتزام بهدنة دائمة، وهو مطلب ترفضه إسرائيل منذ البداية، كما أصرت تل أبيب على أن تشمل أي صفقة لتبادل المحتجزين إطلاق سراح الأحياء فقط، في حين طالبت حماس بإدراج جثامين ضمن القائمة، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محددين.
ومع تعمق الخلافات، أكد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن هناك نحو 100 محتجز لدى حماس، بينهم 7 أمريكيين، وأن نصفهم فقط على قيد الحياة.
جهود دولية تواجه الفشل
رغم الجهود المكثفة التي بذلتها إدارة بايدن، بما في ذلك لقاء مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر، فإن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.
وأفاد سوليفان بعد الاجتماع بأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين أصبح قريبًا، لكن التفاصيل العالقة حالت دون ذلك.
وأشار جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أن حماس تضع العراقيل في المفاوضات، ما أدى إلى تعثرها حتى الآن.
تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية
في إسرائيل، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا هائلة من عائلات المحتجزين، الذين يطالبون بتسريع التوصل إلى اتفاق يضمن عودة ذويهم سالمين. في المقابل، يعيش الفلسطينيون في غزة تحت وطأة عدوان إسرائيلي مستمر منذ أكتوبر 2023، ما يزيد من معاناتهم اليومية.
من جهته، أكد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة حتى بعد انتهاء الحرب، ما يعكس نية إسرائيلية لمواصلة العمليات العسكرية.
أفق مسدود ومخاوف متزايدة
تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل المفاوضات، حيث اتهم مكتب نتنياهو حماس بالتنصل من التزاماتها، بينما ردت الحركة بأن إسرائيل غيرت شروط التفاوض وأدخلت مطالب جديدة تعقدت معها الأمور.
ورغم هذا الجمود، أكدت مصادر دبلوماسية أن المفاوضات لم تفشل تمامًا، وأن هناك احتمالاً لعودتها مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي قد يلعب دورًا حاسمًا في دفع الأطراف نحو حل.
آمال معلقة
في الوقت الذي تتضاءل فيه الآمال بشأن تحقيق تقدم قبل 20 يناير، يبقى الوضع الإنساني في غزة كارثيًا، وسط تطلعات دولية وإقليمية لإنهاء المعاناة من خلال تحقيق هدنة شاملة تضع حدًا للقتال وتعيد المحتجزين إلى عائلاتهم.
تعليقات 0