5 يناير 2025 14:53
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.. صراع الإرادات تحت رقابة دولية وضغوط محلية

في ظل صراع إقليمي متجذر ومشحون بالتوتر، تعود مفاوضات الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس إلى الواجهة، لتبعث الأمل في تحقيق اختراق طال انتظاره لإنهاء معاناة العائلات الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء.

وتأتي هذه الجولة الجديدة من المحادثات وسط ظروف إنسانية وسياسية معقدة، حيث تتباين مصالح الأطراف وتتداخل مع حسابات إقليمية ودولية.

مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.. صراع الإرادات تحت رقابة دولية وضغوط محلية

محادثات شائكة وسط تحديات كبيرة
انعقدت المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة بحضور وفود رفيعة المستوى من الجانبين. يمثل الجانب الإسرائيلي فريق يضم ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش، فيما يقود وفد حماس شخصيات بارزة.

وتتمحور النقاشات حول عدة قضايا حساسة تشمل: هوية الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، شروط وقف العمليات العسكرية، ومستقبل الأوضاع في قطاع غزة بما في ذلك تخفيف الحصار وإعادة الإعمار.

مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.. صراع الإرادات تحت رقابة دولية وضغوط محلية

ضغوط داخلية ودولية تحيط بالمحادثات
على الساحة الداخلية، تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضغوطاً متزايدة من عائلات الأسرى، الذين يطالبون بتوسيع صلاحيات الفريق المفاوض لضمان إعادة أبنائهم بأسرع وقت ممكن.

وفي المقابل، تسعى حماس إلى تأمين إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً أولئك الذين أمضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية.

مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.. صراع الإرادات تحت رقابة دولية وضغوط محلية

أما على الصعيد الدولي، فهناك جهود مكثفة من عدة أطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر ومصر، للضغط على الطرفين لإحراز تقدم. يرى الوسطاء الدوليون أن نجاح هذه المفاوضات قد يمثل خطوة نحو تهدئة أوسع في المنطقة.

عقبات جوهرية أمام التقدم
رغم التوقعات الإيجابية التي رافقت بداية الجولة، تشير التقارير إلى استمرار وجود فجوات كبيرة بين مطالب الطرفين.

وتطالب حماس بالإفراج عن جميع الأسرى القدامى وإنهاء الحصار المفروض على غزة، بينما تسعى إسرائيل إلى الإبقاء على بعض الأسرى كورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية، إلى جانب مطالبتها بوقف العمليات العسكرية من غزة.

تصريحات متباينة
وفقاً لتقارير صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فإن الوفد الإسرائيلي أعرب عن تحفظه تجاه التقدم المحرز، مؤكدين أن “الفجوات بين الجانبين لا تزال كبيرة”. من جانب آخر، أشار مسؤولون فلسطينيون إلى حدوث تقدم ملموس في بعض القضايا، وإن كانوا حذرين من الإفراط في التفاؤل.

آفاق مستقبلية محفوفة بالمخاطر
رغم التحديات الكبيرة، يتحدث بعض المراقبين عن إمكانية تحقيق اختراق إذا ما أبدى الطرفان مرونة كافية. ويرى خبراء أن التوصل إلى اتفاق يتطلب تقديم تنازلات كبيرة من الجانبين، إضافة إلى دعم دولي قوي لتثبيت أي تفاهمات يتم التوصل إليها.

مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس.. صراع الإرادات تحت رقابة دولية وضغوط محلية

معاناة الأسرى الفلسطينيين

بين التفاؤل الحذر والواقع المرير
في مشهد يسيطر عليه التوتر والتشابك، تظل نافذة الأمل مفتوحة، لكن الأسئلة تطرح نفسها بقوة: هل يستطيع الطرفان تجاوز خلافاتهما وتحقيق صفقة تاريخية؟ أم أن العقبات السياسية والأمنية ستقف عائقاً أمام أي تقدم؟ ومع استمرار الضغوط الدولية والمحلية، يبقى الانتظار سيد الموقف، في انتظار الإجابة على هذا السؤال المصيري.