16 يناير 2025 04:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

من الإسكندرية إلى سوريا.. رحلة الإرهابي أحمد المنصور بين الفصائل المتشددة والمصير المجهول

في مسار مأساوي يعكس الانجراف نحو التطرف، تتحول قصة الإرهابي أحمد المنصور من شاب مصري واعد إلى أحد أخطر العناصر المتشددة في سوريا.

ومع تداول أنباء عن اعتقاله أو اختفائه، يبقى مصيره معلقًا، بينما تتوالى التساؤلات عن رحلة حياته التي بدأت في شوارع الإسكندرية وانتهت في خضم الصراعات الإقليمية.

من الإسكندرية إلى سوريا.. رحلة الإرهابي أحمد المنصور بين الفصائل المتشددة والمصير المجهول - 5 - سيناء الإخبارية

البدايات: شاب مصري ينحرف نحو التطرف
وُلد أحمد حماد المنصور في مدينة الإسكندرية لعائلة ذات أصول صعيدية من سوهاج، تحديدًا من قرية بني منصور. ترعرع المنصور في بيئة تقليدية، وأكمل تعليمه الثانوي في معهد العصافرة الأزهري، قبل أن يلتحق بالأكاديمية البحرية، لكن انخراطه في العمل العام واحتكاكه بالتيارات الإسلامية المتشددة كان بداية لتحوله الفكري.

أخبار تهمك

حرائق الغابات في الولايات المتحدة 2025.. خسائر تاريخية في 5 قطاعات تعصف بالاقتصاد الأمريكي والعالمي - 1 - سيناء الإخبارية

حرائق الغابات في الولايات المتحدة 2025.. خسائر تاريخية في 5 قطاعات تعصف بالاقتصاد الأمريكي والعالمي

المفاوضات تصل لمراحلها الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة وسط ضغوط دولية مكثفة - 3 - سيناء الإخبارية

المفاوضات تصل لمراحلها الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة وسط ضغوط دولية مكثفة

في منتصف عام 2010، شارك المنصور في المظاهرات الشعبية بالإسكندرية، والتي كانت تمهيدًا لثورة 25 يناير 2011.

وخلال تلك الفترة، اقترب من رموز التيارات الإسلامية وانضم إلى حركة “حازمون” الموالية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. شارك المنصور بفعالية في اعتصام رابعة العدوية، وشهد عملية فض الاعتصام، مما دفعه إلى تبني أفكار أكثر تطرفًا.

من الإسكندرية إلى سوريا.. رحلة الإرهابي أحمد المنصور بين الفصائل المتشددة والمصير المجهول - 7 - سيناء الإخبارية

الهروب إلى سوريا: بداية العمل المسلح
بعد فض اعتصام رابعة، قرر المنصور الهروب إلى سوريا في أكتوبر 2013. هناك، انضم إلى تنظيم “جيش الفتح”، وهو تحالف مسلح شُكّل عام 2015 بهدف الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وساندته الفصائل المسلحة بدعم تركي كامل، وشارك في عمليات عسكرية في إدلب، حيث تولى مكتب التخطيط والمتابعة داخل التنظيم.

لم يكتفِ المنصور بانضمامه إلى “جيش الفتح”، بل التحق لاحقًا بـ”هيئة تحرير الشام”، التي يقودها أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”.

وتورط المنصور في تخطيط عمليات عسكرية معقدة، مما جعله أحد العناصر البارزة في التنظيم.

التحولات: الانفصال عن هيئة تحرير الشام
في أواخر ديسمبر 2024، ظهر أحمد المنصور في مقطع فيديو أعلن فيه استقالته من “هيئة تحرير الشام”، متحججًا بانتهاء مهمته داخل التنظيم.

ومنذ ذلك الحين، بدأ يتحرك بشكل مستقل، مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي لبث فيديوهات تحريضية ضد الدولة المصرية، مما دفع السلطات المصرية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحقه.

التطورات الأخيرة: اختفاء غامض
خلال الساعات الماضية، تصدر اسم أحمد المنصور مواقع التواصل الاجتماعي بعد أنباء عن استدعائه إلى اجتماع مع وزارة الدفاع السورية.

ووفقًا لتقارير، تم استدعاؤه بناءً على دعوة رسمية من الوزير السوري مرهف أبو قصرة. منذ ذلك الحين، انقطع نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار الشكوك حول اعتقاله أو تصفيته.

تضاربت الروايات حول مصيره، إذ تؤكد مصادر اعتقاله من قبل السلطات السورية، بينما تشير أخرى إلى أنه ربما قُتل. ويعزز هذا الغموض التقارير التي تتحدث عن رغبة دمشق في استخدام المنصور كورقة ضغط في مفاوضاتها مع القاهرة، دون تأكيد رسمي.

من الإسكندرية إلى سوريا.. رحلة الإرهابي أحمد المنصور بين الفصائل المتشددة والمصير المجهول - 9 - سيناء الإخبارية

موقف العائلة: إعلان التبرؤ
في موقف لافت، أعلن والد أحمد المنصور تبرؤه من نجله، منتقدًا أفعاله الإرهابية ومشيرًا إلى أن الدولة المصرية قدمت دعمًا كبيرًا للعائلة، بما في ذلك ابتعاث شقيقه للحصول على درجة الدكتوراه.

وهذا الموقف يعكس صدمة الأسرة والمجتمع من انحراف أحد أبنائها نحو الإرهاب.

سيناريوهات المستقبل
يطرح المراقبون عدة سيناريوهات حول مصير المنصور. فبينما يُرجح البعض أن السلطات السورية قد تسلمه لمصر في إطار جهود تطبيع العلاقات، يرى آخرون أن دمشق قد تكتفي بإسكاته ومنعه من ممارسة أي نشاط تحريضي.

دروس مستفادة من رحلة التطرف
قصة أحمد المنصور ليست مجرد حكاية شخصية، بل تمثل نموذجًا لتحول شاب واعد إلى إرهابي دولي بسبب الانجراف وراء الأفكار المتطرفة.

وبينما ينتظر العالم مصيره، تظل هذه القصة شاهدًا على خطورة الإرهاب وتداعياته، ودعوة مفتوحة لمواجهة التطرف في مراحله المبكرة.

بهذا، تبقى قضية أحمد المنصور مفتوحة على كافة الاحتمالات، بين أنباء عن اعتقاله أو تصفيته، وما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات جديدة.