ميشيل بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا.. باريس تبحث عن الاستقرار تحت قيادة مفاوض بريكست

5 سبتمبر 2024
ميشيل بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا.. باريس تبحث عن الاستقرار تحت قيادة مفاوض بريكست

أعلن قصر الإليزيه اليوم الخميس تعيين ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء، خلفاً لحكومة جابريال أتال المستقيلة، وذلك في خضم التحولات السياسية المثيرة في فرنسا التي بدأت أحداثها منذ شهرين تقريبا.

يأتي هذا القرار في أعقاب انتخابات تشريعية لم تسفر عن غالبية واضحة، مما أثار جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الفرنسية.

من هو ميشيل بارنييه؟
ميشيل بارنييه، البالغ من العمر 73 عاماً، هو أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا الحديث.

يمتلك بارنييه سجلاً طويلاً من الخبرة السياسية، حيث عمل كرئيس لفريق عمل العلاقات مع المملكة المتحدة في المفوضية الأوروبية وكان أحد مهندسي اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

كما شغل عدة مناصب وزارية في الحكومات الفرنسية، بما في ذلك وزير الخارجية ووزير البيئة، فضلاً عن دوره كالمفوض الأوروبي للسياسة الإقليمية والمفوض الأوروبي للسوق والخدمات الداخلية.

ميشيل بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا.. باريس تبحث عن الاستقرار تحت قيادة مفاوض بريكست

ردود الفعل على تعيين بارنييه
أثارت خطوة تعيين بارنييه ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية الفرنسية. وصفت السياسية ماتيلد بانوت من حزب “فرنسا الأبية” القرار بأنه “انقلاب غير مقبول” يتجاهل إرادة الشعب، ودعت إلى الاحتجاج في الشوارع.

كما اعتبر جاك لوك ميلنشون، رئيس حزب “فرنسا الأبية”، أن تعيين بارنييه يشكل “سرقة لنتيجة الانتخابات” وقد يكون تم “باقتراح من التجمع الوطني”.

في المقابل، أكد حزب “النهضة” الرئاسي أنه لم يمنح “صكًا على بياض” لحكومة بارنييه، بينما قالت مارين لوبان، رئيسة حزب “التجمع الوطني”، إن حزبها سينتظر كلمة رئيس الوزراء المعين قبل النظر في إمكانية طرح لائحة سحب الثقة في البرلمان.

ميشيل بارنييه رئيساً لوزراء فرنسا.. باريس تبحث عن الاستقرار تحت قيادة مفاوض بريكست

التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة
تواجه الحكومة الجديدة بقيادة بارنييه تحديات كبيرة في ظل الانقسامات السياسية الحالية. سيتعين على بارنييه أن يتعامل مع حالة من عدم الاستقرار السياسي ويعمل على تشكيل “حكومة جامعة في خدمة البلاد”، حسب ما أعلنته الرئاسة الفرنسية.

ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة بارنييه على تحقيق توافق بين الأحزاب المختلفة وضمان استقرار الحكومة في ظل الوضع السياسي المتقلب.

تطلعات بارنييه
عند ترشحه في الانتخابات الرئاسية السابقة، أعرب بارنييه عن الحاجة إلى “وقف مؤقت” للهجرة حتى يتم “إصلاح جميع الإجراءات” المتعلقة بها. كما دعا إلى تعزيز مكافحة التيارات المتطرفة وزيادة الإنفاق على الدفاع والبحث العلمي. من المتوقع أن يعيد بارنييه تسليط الضوء على هذه القضايا في برنامجه الحكومي، مما قد يؤثر بشكل كبير على مسار السياسة الفرنسية في الفترة المقبلة.

في الختام، يشكل تعيين ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء نقطة تحول في المشهد السياسي الفرنسي. بينما ينتظر الجميع تطورات هذا القرار، يبقى أن نرى كيف سيواجه بارنييه التحديات الكبيرة وكيف ستؤثر سياساته على مستقبل فرنسا.