نتنياهو بين الهدنة المؤقتة وأحلام النصر.. ماذا يحمل اتفاق وقف إطلاق النار؟
في مشهد سياسي وعسكري مشحون بالتوتر والترقب، أعلن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، مشددًا على أن هذا القرار لا يعني نهاية الحرب، بل خطوة تكتيكية تهدف إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى، وعلى رأسها القضاء على حماس وضمان أمن إسرائيل.
رؤية نتنياهو للاتفاق
في بيان مسجل مساء الثلاثاء، أوضح نتنياهو أن وقف إطلاق النار جاء استجابةً لظروف استثنائية، أبرزها تأخير الدعم العسكري الأمريكي، ما تطلب إعادة ترتيب الأولويات والتركيز على قطاع غزة كجبهة أساسية.
وأشار إلى أن الهجمات الأخيرة ضد حزب الله في لبنان أسهمت في “إعادته عقودًا إلى الوراء”، مما يمهد الطريق لعزل حماس والضغط عليها لتحرير المحتجزين وتحقيق الأمن في شمال إسرائيل.
وأكد نتنياهو أن الاتفاق تم بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، وأن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف العمليات العسكرية إذا أخل حزب الله بأي من بنود الهدنة.
أبعاد وقف إطلاق النار
أوضح نتنياهو ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا القرار:
1. التركيز على التهديد الإيراني كأولوية استراتيجية.
2. تحديث القوة العسكرية الإسرائيلية لمعالجة التأخيرات السابقة في تسليح الجيش.
3. عزل حماس سياسيًا وعسكريًا عن المشهد الإقليمي بعد تحييد حزب الله مؤقتًا.
ردود الأفعال المتباينة
الاتفاق قوبل بانتقادات داخلية حادة، حيث وصف زعيم المعارضة يائير لابيد القرار بأنه “فشل سياسي” رغم النجاحات العسكرية، فيما أبدى رؤساء مستوطنات الشمال قلقهم من غياب خطة واضحة لإعادة السكان إلى منازلهم بعد توقيع اتفاق محدود بـ60 يومًا فقط.
على الصعيد الدولي، حظي الاتفاق بدعم أمريكي وفرنسي، بينما أكد مسؤولون لبنانيون أن الاتفاق لا يمت بصلة لجبهة غزة أو ملف حماس، ما يترك الباب مفتوحًا أمام تساؤلات حول أهداف هذه الهدنة المؤقتة.
تصعيد عسكري قبيل الاتفاق
رغم النقاشات حول وقف إطلاق النار، شن جيش الاحتلال غارات هي الأعنف منذ بداية الحرب، مستهدفًا مواقع حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في المقابل، رد حزب الله بإطلاق قذائف على المدن الشمالية الإسرائيلية، مما أضاف مزيدًا من التعقيد للمشهد.
هل هي هدنة أم محطة مؤقتة؟
مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان سيشكل بداية لمرحلة استقرار أم مجرد هدنة قصيرة الأمد.
في ظل مشهد إقليمي ملتهب، يبقى السؤال الأبرز: هل يحمل هذا الاتفاق فرصة لتغيير قواعد اللعبة أم أنه خطوة في طريق مليء بالمخاطر؟
تعليقات 0