هل تصل الفصائل المسلحة إلى دمشق بعد سقوط حلب وإدلب وحماة وتراجع الموقف الروسي؟
تتسارع التطورات الميدانية في سوريا بشكل ملحوظ، حيث تشهد البلاد تحولات كبيرة تثير القلق على مستوى الصراع الدائر.
فبينما تواصل الفصائل المسلحة تقدمها في المنطقة، يتصاعد التوتر في مختلف المدن السورية، مع تزايد عمليات الانسحاب من القوات الحكومية، الأمر الذي يترك تساؤلات حول مصير السلطة الحالية.
في الأيام الأخيرة، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على مدينة حماة، مما مهد الطريق أمام تقدمها نحو حمص، التي تُعدّ من أبرز المدن الاستراتيجية في البلاد.
ومع اقتراب تلك الفصائل من حمص، باتت المدينة محط أنظار الجميع، خاصة بعد تقارير عن انسحاب القوات الحكومية إلى الأطراف الشمالية الشرقية.
وفي هذا السياق، جاء تصريح مصدر دبلوماسي روسي، أكد عدم نية موسكو التدخل عسكرياً بشكل واسع في الأحداث الجارية، معتبراً أن روسيا لا تضع خطوطاً حمراء للتدخل، وهو ما يثير القلق بين المراقبين الذين يرون أن ذلك قد يفتح المجال أمام الفصائل المسلحة لتحقيق المزيد من الانتصارات.
على الرغم من نفى وزارة الدفاع السورية انسحاب قواتها من حمص، حيث أكدت أنها موجودة وتعززت بقوات إضافية، فإن التقارير المتزايدة من “المرصد السوري لحقوق الإنسان” تشير إلى وضع ميداني متغير قد يهدد السيطرة الحكومية على المدينة.
وفيما يُشاع عن “انهيار” القوات الحكومية، بدأت حركة نزوح كثيفة للمدنيين من الأحياء ذات الغالبية العلوية والشيعية، وهو ما يعكس حالة الخوف والترقب من احتمالات اندلاع معارك عنيفة.
أما في دير الزور، فقد تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة من السيطرة على المدينة، لتكون بذلك ثالث مدينة تخرج عن سيطرة النظام خلال أسبوع.
تشير المصادر إلى أن قوات الحكومة والمقاتلين المدعومين من إيران انسحبوا أمام تقدم القوات الكردية، ما يدل على تصاعد نفوذ هذه القوات في المناطق الشرقية من البلاد.
هذا الأمر يعكس تحولاً كبيراً في موازين القوى، حيث تتجه الأنظار إلى البوكمال، التي قد تكون الهدف التالي لقوات سوريا الديمقراطية.
وفي خضم هذه التطورات، ظهر رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، ليعبر عن مخاوفه ويحث أبناء الطائفة العلوية على الالتفاف حول القوات الحكومية، محذراً من أن الفصائل المسلحة تهدف إلى القضاء على عائلاتهم.
هذه التصريحات تعكس القلق الكبير الذي يسيطر على البعض في الطائفة العلوية، وسط تزايد الانتصارات العسكرية للفصائل المسلحة.
كما كانت هناك دعوات من رجال الدين في محافظة حماة، تدعو النازحين إلى العودة بعد الحصول على تطمينات بعدم التعرض لهم، مما يعكس محاولة الفصائل المسلحة لكسب ثقة السكان المحليين، وتعزيز تواجدها في المنطقة.
في النهاية، يبدو أن المعركة المقبلة في حمص قد تكون حاسمة، حيث ستمثل السيطرة عليها نقطة تحول رئيسية في الصراع السوري، مما قد يفتح الطريق نحو العاصمة دمشق أو يؤدي إلى تفاقم النزاع بشكل أكبر.
تعليقات 0