هل يصل التوتر المتصاعد بين القاهرة وتل أبيب إلى حدوث مواجهة عسكرية
استبعدت مصادر مصرية مطلعة أن يؤدي التصعيد الإعلامي بين مصر وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية أو أزمة سياسية حادة، رغم التراشق المتزايد في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى أن العلاقات بين البلدين، التي تأسست على اتفاقية السلام الموقعة في السبعينيات، لم تشهد مثل هذا التوتر منذ اندلاع الحرب في غزة قبل 15 شهراً.
وأضافت أن التوتر تصاعد بشكل خاص منذ مايو الماضي، عقب سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي، واتهامها لمصر بعدم اتخاذ إجراءات كافية لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، وهو ما رفضته القاهرة واعتبرته خرقاً للاتفاقيات الدولية، وردت عليه بتعزيز وجودها العسكري على الحدود.
أخبار تهمك
وبالرغم من أن التوتر شهد بعض الانفراج بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، إلا أنه عاد مجدداً مع تصريحات أمريكية وإسرائيلية بشأن مقترحات لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض مصري قاطع، مدعوماً بموقف عربي ودولي رافض لهذا الطرح.
وفي ظل تصاعد الحملة الإعلامية بين الجانبين، أعرب البعض عن مخاوف من تفجر الأوضاع، لكن وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أكد أن احتمالية نشوب صراع عسكري بين مصر وإسرائيل غير واردة، مشيراً إلى أن إسرائيل تعاني من إنهاك عسكري نتيجة عملياتها المستمرة في غزة ولبنان، ولن تخاطر بمواجهة مع دولة بحجم مصر.
من جانبه، أكد الخبير العسكري سمير فرج أن الحديث عن مواجهة عسكرية بين البلدين هو مجرد تكهنات إعلامية لا تستند إلى أي معطيات واقعية، مشدداً على أن إسرائيل لن تغامر بالدخول في صراع نظامي مع مصر، خاصة في ظل انشغالها بأولويات أخرى في المنطقة.
أما اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة المصرية الأسبق، فأوضح أن احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا يمثل خرقاً لمعاهدة السلام، مما دفع مصر إلى تعزيز وجودها العسكري في المناطق الحدودية، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك آليات دبلوماسية وعسكرية قائمة لمعالجة هذه التوترات دون اللجوء إلى تصعيد قد يهدد استقرار المنطقة.
ورغم الأجواء المشحونة إعلامياً، لم تصدر أي تهديدات رسمية من الجانبين تشير إلى نية الدخول في مواجهة عسكرية، ما يعكس حرص الطرفين على الحفاظ على التوازن القائم والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بينهما.
تعليقات 0