3 يناير 2025 00:33
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

وباء نوروفيروس يضرب أمريكا بقوة.. إنفلونزا المعدة تسجل أرقام قياسية وتهدد الحياة

يشهد فصل الشتاء الحالي في الولايات المتحدة انتشارًا واسعًا لـ فيروس نوروفيروس المعدي، المعروف بـ”إنفلونزا المعدة”، مما يثير قلق السلطات الصحية.

وقد تجاوزت حالات الإصابة هذا العام جميع الأرقام المسجلة سابقًا، حيث أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن زيادة كبيرة في حالات التفشي خلال الأسابيع الأخيرة.

فمع حلول فصل الشتاء في الولايات المتحدة، حيث يزداد البرد قسوة وتتراكم الثلوج في كل مكان، يبرز فيروس نوروفيروس المعدي كتهديد جديد ومقلق.

الفيروس المعروف بـ”إنفلونزا المعدة”، الذي يتسبب في أمراض معوية حادة، أصبح حديث الساعة بعد تسجيل مستويات غير مسبوقة من التفشي خلال الأسابيع الأخيرة.

وباء نوروفيروس يضرب أمريكا بقوة.. إنفلونزا المعدة تسجل أرقام قياسية وتهدد الحياة

ويعد هذا الانتشار الواسع تحديًا صحيًا كبيرًا، في وقت يعاني فيه النظام الصحي من ضغوط أخرى مثل انتشار الإنفلونزا الموسمية وأمراض الجهاز التنفسي.

انتشار واسع وأرقام قياسية جديدة
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة كبيرة في تفشي فيروس نوروفيروس، مع تسجيل 91 حالة تفشٍ في الأسبوع الأول من ديسمبر فقط، مقارنة بـ 69 حالة تفشٍ في الأسبوع الأخير من نوفمبر.

وتعتبر هذه الأرقام الأعلى في موسم الشتاء الحالي، متجاوزةً جميع المعدلات المسجلة خلال السنوات السابقة.

ولا يقتصر الانتشار على مناطق محددة، بل يظهر في مختلف أنحاء البلاد، مما يجعل السيطرة عليه أمرًا صعبًا.

فقد أُبلغ عن حالات تفشٍ في المدارس، ودور رعاية المسنين، والسجون، والمستشفيات، وحتى على متن السفن السياحية، التي شهدت بدورها زيادة كبيرة في الإصابات مقارنة بالسنوات الماضية.

وباء نوروفيروس يضرب أمريكا بقوة.. إنفلونزا المعدة تسجل أرقام قياسية وتهدد الحياة

السفن السياحية في دائرة الضوء
السفن السياحية تعد من أكثر البيئات تضررًا بانتشار الفيروس هذا العام، حيث أُبلغ عن 14 حالة تفشٍ على متن السفن في الولايات المتحدة وحدها.

وفي أحد أبرز الحوادث، أصيب مئات الركاب على متن ثلاث سفن سياحية بفيروس نوروفيروس، مما أثار مخاوف حول تأثير ذلك على قطاع السياحة البحرية، الذي يعتمد بشكل كبير على سمعة النظافة والسلامة.

ما هو فيروس نوروفيروس؟
يُعرف فيروس نوروفيروس بأنه من أكثر الفيروسات المعدية التي تصيب الجهاز الهضمي، ويتسبب في ملايين الإصابات سنويًا في الولايات المتحدة. وتشمل أعراض الإصابة به:
القيء الشديد.
الإسهال المفاجئ.
آلام البطن والغثيان.
الحمى والصداع في بعض الحالات.

تبدأ الأعراض بالظهور بعد 12 إلى 48 ساعة فقط من التعرض للفيروس، وتستمر لمدة تتراوح بين يوم وثلاثة أيام. وعلى الرغم من تعافي معظم المصابين تمامًا خلال هذه الفترة، إلا أن الفيروس يشكل تهديدًا كبيرًا على الفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة أو المناعة الضعيفة.

لماذا ينتشر بسرعة؟
يعود الانتشار السريع لفيروس نوروفيروس إلى قدرته العالية على الانتقال من شخص إلى آخر بطرق مختلفة:
الاتصال المباشر: يمكن أن ينتقل الفيروس عند ملامسة شخص مصاب أو تناول طعام مشترك.
الأسطح الملوثة: يبقى الفيروس نشطًا لفترات طويلة على الأسطح، مما يسهل انتقاله.
الأطعمة والمشروبات الملوثة: يعد الغذاء الملوث من أبرز أسباب تفشي الفيروس.
واللافت أن عددًا صغيرًا جدًا من الجزيئات الفيروسية يكفي لإصابة شخص ما، مما يجعل انتشاره سريعًا وصعب الاحتواء.

وباء نوروفيروس يضرب أمريكا بقوة.. إنفلونزا المعدة تسجل أرقام قياسية وتهدد الحياة
أعباء صحية واقتصادية كبيرة
تسبب الانتشار الواسع لفيروس نوروفيروس في أعباء كبيرة على النظام الصحي. وتشير التقديرات إلى أن الفيروس يصيب ما بين 19 إلى 21 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى:

وفاة حوالي 900 شخص سنويًا.
دخول أكثر من 109 آلاف شخص إلى المستشفيات.
تسجيل 465 ألف زيارة إلى أقسام الطوارئ.
ويمثل كبار السن النسبة الأكبر من الحالات الخطيرة، حيث يؤدي الجفاف الناتج عن القيء والإسهال إلى مضاعفات صحية قد تكون قاتلة. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب انتشار الفيروس في خسائر اقتصادية، سواء من خلال زيادة النفقات الطبية أو تعطيل القطاعات الحيوية مثل السياحة والتعليم.

التحديات والحلول
على الرغم من خطورة فيروس نوروفيروس، لا يوجد حتى الآن علاج محدد له. ويعتمد العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض ومنع الجفاف من خلال شرب السوائل بكثرة. وينصح الخبراء بالابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين أو الكحول، التي قد تزيد من الجفاف.

أما الوقاية، فتظل السلاح الأقوى في مواجهة هذا الفيروس، من خلال:

غسل اليدين بانتظام: باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد استخدام الحمام أو تحضير الطعام.
تعقيم الأسطح المشتركة: باستخدام المطهرات القادرة على قتل الفيروس.
التعامل بحذر مع الأطعمة: طهي الأطعمة جيدًا وتجنب تناول الأطعمة غير المغسولة.
عزل المرضى: لتجنب انتقال العدوى إلى أفراد آخرين في الأسرة أو بيئة العمل.
ختامًا: شتاء تحت وطأة الفيروس
في ظل الانتشار السريع لفيروس نوروفيروس، يجد الأمريكيون أنفسهم أمام تحدٍ مزدوج يتمثل في مواجهة البرد القارس والتهديدات الصحية المتزايدة. ومع استمرار تسجيل الأرقام القياسية للإصابات، تبقى الوقاية والوعي المجتمعي هما المفتاح الأساسي للحد من انتشار هذا الفيروس المزعج وضمان سلامة الجميع.