10 مارس 2025 16:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مجاهدو سيناء.. أبطال مجهولون في انتصار العاشر من رمضان

لم يكن انتصار العاشر من رمضان مجرد ملحمة بطولية سطرتها قواتنا المسلحة وحدها، بل كان هناك دور محوري لعبه أبناء سيناء الذين قدموا تضحيات عظيمة، فكانوا خط الدفاع الأول في قلب الأرض المحتلة، يؤمنون تحركات الجيش المصري، ويمدونه بالمعلومات، ويقاومون المحتل بكل ما أوتوا من قوة.

لقد صنعوا مع الجيش ملحمة وطنية فريدة، أثبتوا خلالها أن سيناء كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من أرض مصر، وأن أهلها لا يقبلون بديلاً عن هويتها المصرية.

بطولات أبناء سيناء.. درع وسيف في معركة التحرير

لم يكن للجيش المصري أن يحقق انتصار العاشر من رمضان لولا الدعم الذي قدمه مجاهدو سيناء، فقد وقفوا في وجه الاحتلال منذ نكسة 1967، ورفضوا الاستسلام رغم محاولات الإغراء والبطش التي مارسها العدو الإسرائيلي.

مجاهدو سيناء.. أبطال مجهولون في انتصار العاشر من رمضان - 5 - سيناء الإخبارية

أخبار تهمك

الهلال الأحمر المصري يقود ملحمة إنسانية لإغاثة غزة بلا توقف - 1 - سيناء الإخبارية

الهلال الأحمر المصري يقود ملحمة إنسانية لإغاثة غزة بلا توقف

تصاعد التوتر في الساحل السوري..اشتباكات دامية وخسائر فادحة ومقتل المئات - 3 - سيناء الإخبارية

تصاعد التوتر في الساحل السوري..اشتباكات دامية وخسائر فادحة ومقتل المئات

تحملوا القهر والتعذيب، لكن عزيمتهم لم تنكسر، بل كانوا في مقدمة الصفوف، يساندون جيشهم العظيم بكل ما لديهم من إمكانيات.

لقد نفذ مجاهدو سيناء العديد من العمليات الفدائية، وكانوا هم العيون الساهرة التي تنقل المعلومات الدقيقة عن تحركات العدو، ورصد مواقعه العسكرية، ونقل الذخائر والمؤن للمقاومة داخل العمق المحتل، بل إن بعضهم دفع حياته ثمنًا لهذه البطولات.

أبطال صنعوا التاريخ

الشيخ سالم الهرش صوت مصر في سيناء المحتلة

كان أحد كبار مشايخ سيناء، رفض كل محاولات الاحتلال لطمس الهوية المصرية للمنطقة، وكان له دور رئيسي في إفشال مخطط إسرائيل لعقد مؤتمر الحسنة، الذي حاولت من خلاله إعلان انفصال سيناء عن مصر.

وقف بكل شجاعة أمام الإعلام العالمي ليقول كلمته الشهيرة: “سيناء مصرية وستظل مصرية 100%”. بعد انتصار العاشر من رمضان، عاد الشيخ سالم إلى أرض الفيروز ليكمل مسيرته الوطنية.

الشيخ سمحان.. دليل الجيش في دروب سيناء

كان من أبرز مشايخ جنوب سيناء، قدم دعمًا كبيرًا للقوات المسلحة المصرية خلال سنوات الاحتلال، وساهم في توصيل الرسائل للقبائل عبر إذاعة صوت العرب لحثهم على المقاومة.

مجاهدو سيناء.. أبطال مجهولون في انتصار العاشر من رمضان - 7 - سيناء الإخبارية

لم يتوقف دوره عند ذلك، بل كان مرشدًا للجيش المصري في الطرق الجبلية الوعرة، وهو ما ساعد القوات على تنفيذ عملياتها خلف خطوط العدو بنجاح.

الشيخ متعب هجرس.. الفدائي الأسير

شيخ قبيلة البياضين، وأحد أوائل من انضموا لمنظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات الحربية، فتح منزله لاستقبال الجنود المصريين المنسحبين من سيناء بعد نكسة 1967، وساعدهم في العودة إلى البر الغربي.

قبضت عليه القوات الإسرائيلية عام 1968 وسجنته في إسرائيل، لكنه ظل صامدًا حتى تم تحرير سيناء، وكان أول شهيد يُدفن فيها بعد استعادة جزء منها عام 1977.

الشيخ عيد أبو جرير.. مخزن السلاح السري

لعب دورًا بارزًا في دعم الجيش المصري، حيث أمر أتباعه بجمع الأسلحة التي تركها الجيش بعد الانسحاب عام 1967، وأخفاها في أماكن سرية داخل سيناء، ليعيد تسليمها للجيش المصري لاحقًا لاستخدامها في العمليات الفدائية.

كما قام بتجنيد وتدريب العديد من شباب سيناء على أعمال المخابرات والتسلل خلف خطوط العدو، وكانت لهم نجاحات كبيرة في تنفيذ مهام صعبة داخل إسرائيل.

شلاش خالد العرابي هدهد بئر العبد

كان من أبرز رجال منظمة سيناء العربية، وأحد أخطر الفدائيين الذين أقلقوا المخابرات الإسرائيلية، حتى أن جهاز الأمن الإسرائيلي “الشين بيت” خصص مكافأة ضخمة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حيًا أو ميتًا.

كان له دور بارز في جمع المعلومات عن تحركات العدو، وتوصيلها إلى القيادة المصرية، مما ساعد في نجاح العديد من العمليات العسكرية.

مجاهدو سيناء.. أبطال مجهولون في انتصار العاشر من رمضان - 9 - سيناء الإخبارية

حسن علي خلف.. النمر الأسمر

أحد أبطال منظمة سيناء العربية، نفذ عمليات بطولية خلف خطوط العدو، كان من أبرزها تصوير المواقع العسكرية الإسرائيلية شمال سيناء، وتنفيذ هجوم على قيادة القوات الإسرائيلية في العريش، حيث تم تفجير مبنى محافظة سيناء القديمة، وهو ما أربك القيادة العسكرية للعدو وساهم في إضعاف قدرته على المواجهة.

سيناء.. أرض البطولات والتضحيات

إن الحديث عن بطولات مجاهدي سيناء لا تسعه الكتب، فقد كان لكل قبيلة، بل لكل فرد، دور في المقاومة والتحرير.

ولم يكن انتصار العاشر من رمضان مجرد نصر عسكري، بل كان تتويجًا لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم فداءً للوطن.

واليوم، تظل سيناء رمزًا للفداء والصمود، وأهلها هم الدرع الحامي لبوابة مصر الشرقية، الذين أثبتوا أن الأرض لا تُحرر إلا بالتضحيات، ولا تصان إلا بالدماء الزكية التي روت رمالها، فكانت شهادة حية على مجد صنعه أبناء مصر المخلصون.