22 مليار دولار و50 ألف طن أسلحة.. الولايات المتحدة تسلّح إسرائيل وتشعل الشرق الأوسط
في قلب التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تبرز العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل كنموذج فريد للعلاقات الدولية، تتغذى على مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية.
هذه العلاقة، التي تتشابك فيها السياسة بالأمن والاقتصاد، تجاوزت كونها مجرد شراكة استراتيجية، لتصبح محركًا رئيسيًا يغذي الصراعات الإقليمية، ويعزز التفوق العسكري الإسرائيلي، ويرسخ صناعة الأسلحة كقطاع اقتصادي مزدهر.
“أرقام صادمة: الدعم الأمريكي لإسرائيل يتجاوز المألوف”
بحسب بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 22 مليار دولار منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.
هذه المساعدات استخدمها جيش الاحتلال في شن عمليات عسكرية في غزة ولبنان وسوريا، ما يعكس دورها في استمرار دائرة العنف.
ومن اللافت أن نسبة الأسلحة الأمريكية ضمن الترسانة الإسرائيلية ارتفعت من 69% بين 2019 و2023 إلى 78% بعد الحرب. ومع نهاية ديسمبر 2023، كانت الولايات المتحدة قد نقلت أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة بقيمة 2.4 مليار دولار إلى إسرائيل.
وهذا الرقم تضاعف ليصل إلى 50 ألف طن بحلول أغسطس 2024، تم نقلها على متن مئات الطائرات والسفن.
“أسلحة متطورة تعيد تشكيل موازين القوى”
تضمنت الإمدادات الأمريكية مجموعة واسعة من المعدات العسكرية المتقدمة:
صواريخ لنظام القبة الحديدية، المصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
قنابل موجهة بدقة، تُستخدم في استهداف المنشآت بدقة عالية.
طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي AH-64 وطائرات نقل ثقيل من طراز CH-53.
قذائف مدفعية عيار 155 ملم، تُستخدم في القصف البري المكثف.
قنابل خارقة للتحصينات، صُممت لاستهداف المخابئ والمواقع شديدة التحصين.
مركبات مدرعة، تُعزز من قدرات جيش الاحتلال في العمليات البرية.
“صناعة الأسلحة الإسرائيلية: ازدهار اقتصادي مدفوع بالحرب”
لم يقتصر تأثير هذه الصفقات على الجانب العسكري فقط، بل انعكس بوضوح على الاقتصاد الإسرائيلي، لا سيما على قطاع صناعة الأسلحة. فبحسب التقارير، شهدت الشركات الإسرائيلية الكبرى لتصنيع الأسلحة أرباحًا قياسية خلال عام 2023.
شركة إلبيت سيستمز، المصنفة 27 عالميًا، سجلت ارتفاعًا بنسبة 14% في إيراداتها، التي بلغت 5.4 مليار دولار. بين أكتوبر وديسمبر 2023، حصلت الشركة على عقود بقيمة 900 مليون دولار مرتبطة بتزويد جيش الاحتلال بأنظمة أسلحة متطورة.
الصناعات الجوية الإسرائيلية، المصنفة 34 عالميًا، حققت إيرادات بلغت 4.5 مليار دولار في 2023، بزيادة 15% مقارنة بالعام السابق. الشركة زادت من معدل إنتاجها لتلبية طلب جيش الاحتلال، وسرّعت تطوير أنظمة جديدة.
شركة رافائيل، المصنفة 42 عالميًا، أعلنت عن مبيعات قياسية، حيث بلغت إيراداتها من الأسلحة 3.7 مليار دولار، بزيادة 16%. تُنتج الشركة أنظمة أساسية مثل صواريخ الدفاع الجوي الخاصة بـ”القبة الحديدية” و”مقلاع داود”.
“صفقات بمليارات الدولارات: أبعاد جديدة للصراع”
تشير دراسة لمعهد واشتون الأمريكي، نُشرت في نوفمبر 2023، إلى أن قيمة صفقات المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ بداية الحرب على غزة بلغت 40 مليار دولار. هذه الصفقات تجاوزت بكثير المساعدات السنوية المعتادة البالغة 3.8 مليار دولار، التي تتضمن 3.3 مليار دولار لشراء المعدات العسكرية و500 مليون دولار لمشاريع الدفاع الجوي المشتركة.
علاوة على ذلك، أبرمت حكومة بنيامين نتنياهو ثلاث مذكرات تفاهم دفاعية مع الولايات المتحدة في الأعوام 1998 و1999 و2008، تعهدت فيها واشنطن بتقديم تمويلات دفاعية إضافية بقيمة 26 مليار دولار.
“مستقبل الشراكة العسكرية”
في ظل استمرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تشير التقارير إلى احتمال توقيع مذكرة تفاهم جديدة تغطي الفترة من 2029 وحتى 2038، مما يرسخ الشراكة بين الجانبين.
“تداعيات خطيرة على المنطقة”
تساهم هذه المساعدات في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتفاقم الأزمات الإنسانية، وتشجيع سباق التسلح. كما أن استمرار تدفق الأسلحة المتقدمة يضع المنطقة أمام تحديات أمنية وسياسية كبيرة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية والسياسية في الشرق الأوسط.
تعليقات 0