55 عامًا على مذبحة بحر البقر: ذكرى مأساة الأطفال المصريين في وجه العدوان الإسرائيلي

في مثل هذا اليوم، 8 أبريل 1970، وقعت واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق الأطفال الأبرياء في مصر، حيث استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية. كانت تلك الجريمة بمثابة مأساة إنسانية تركت آثارها العميقة في ذاكرة الشعب المصري والعالم بأسره.
في صباح اليوم المشؤوم، شنت الطائرات الإسرائيلية هجوماً عنيفاً على المدرسة، حيث ألقت صواريخها على المبنى، مما أدى إلى تدميره بالكامل، وتحويله إلى كومة من الأنقاض والدماء. أسفر القصف عن استشهاد نحو 30 طفلاً بريئاً، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح بالغة وتشويه عدد كبير منهم. كما ألحقت الغارة أضراراً كبيرة بالمنازل المجاورة للمدرسة.
وبررت إسرائيل هجومها بأن الهدف كان استهداف منشآت عسكرية، مدعية أن المدرسة كانت تستخدم كموقع عسكري مخفي. إلا أن هذا التبرير قوبل بتنديد واسع من الحكومة المصرية والمجتمع الدولي، حيث أكدت مصر أن الهجوم كان عملاً متعمداً يهدف إلى الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف.
الواقعة أثارت موجة من الاستنكار على الصعيد الدولي، حيث دفعت الحكومة الأمريكية إلى تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حربية متطورة. كما أسهمت في تغيير الديناميكيات العسكرية والسياسية في المنطقة، حيث أدى الهجوم إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية. وفيما بعد، ساهمت تلك الحادثة في الدفع نحو تأسيس “حائط الصواريخ المصري” في يونيو 1970، الذي كان له دور كبير في إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية.
أخبار تهمك
لقد كانت مذبحة بحر البقر بمثابة جريمة ضد الإنسانية، ولا تزال الذكرى الخمسون لهذه المأساة تثير المشاعر، وتستدعي من الجميع تذكر ضحاياها الأبرياء والتأكيد على أهمية العدالة والسلام في المنطقة.
تعليقات 0