900 ألف طن من الذهب الأبيض بشمال سيناء.. ملاحة سبيكة تحطم الأرقام القياسية في الإنتاج والتصدير
تعد ملاحة سبيكة بـ شمال سيناء واحدة من أروع قصص النجاح في مصر، التي تجسد القدرة على استثمار الموارد الطبيعية وتحويلها إلى قيمة اقتصادية مضافة.
ففي موقعها المتميز حيث تلتقي الصحراء مع البحر الأبيض المتوسط، بدأت الملاحة منذ عقود طويلة كأحد المشاريع البسيطة التي تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلي، قبل أن تتحول مع مرور الزمن إلى واحدة من أكبر الملاحات على مستوى العالم.
ومع الدعم المستمر من الدولة وتطوير بنية الملاحة، أصبحت سبيكة نموذجًا ناجحًا للاستثمار المستدام في الموارد الطبيعية.
الإنجازات والإنتاج القياسي
حققت ملاحة سبيكة هذا العام معدلات إنتاج غير مسبوقة، حيث بلغ إنتاجها من الملح 900 ألف طن، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة. كما شهدت الملاحة قفزة هائلة في صادراتها، حيث بلغت الصادرات لهذا العام 45 ألف طن من الملح، مقارنة بـ 3 آلاف طن فقط في السنوات الماضية.
أخبار تهمك
وهذا التوسع الكبير في الإنتاج والتصدير كان نتيجة مباشرة لعدة عوامل، أبرزها تطوير ميناء العريش الذي أصبح قادرًا على استقبال السفن الكبيرة، مما سمح بتوسيع نطاق الأسواق المستهدفة.
دور ميناء العريش في تعزيز الصادرات
تعد توسعة ميناء العريش أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في هذا النجاح الملحوظ. حيث ساعدت هذه التوسعة في رفع القدرة الاستيعابية للميناء، مما سمح بزيادة كمية الصادرات من 3 آلاف طن إلى 45 ألف طن سنويًا.
ويتضمن التصدير الدولي ملح سبيكة أسواقًا كبيرة مثل غرب أوروبا، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، وكينيا، مما يعكس قدرة المنتج المصري على المنافسة عالميًا.
وتحرص سبيكة على تقديم أفضل أنواع الملح سواء كان خامًا أو مغسولًا، وفقًا لأعلى المعايير العالمية، حيث يتم تلبية احتياجات الشركات الكبرى التي تعتمد على نقاء المنتج لضمان جودة صناعتها.
خطة توسعية لزيادة الإنتاج في المستقبل
تسعى ملاحة سبيكة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام القادمة. إذ يخطط القائمون على الملاحة لزيادة الإنتاج السنوي إلى أكثر من مليون و200 ألف طن في العام المقبل، وهو ما يعكس خطط التوسع المستمر في العمليات الإنتاجية ورفع الكفاءة في جميع مراحل التصنيع.
وتشمل هذه الخطط إضافة المزيد من الوحدات الإنتاجية وتطوير المعدات المستخدمة لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة والكفاءة.
استدامة الإنتاج والحفاظ على البيئة
تعتبر ملاحة سبيكة من المشاريع الرائدة في مجال الاستدامة البيئية. إذ تعتمد في عمليات إنتاج الملح على مصادر مياه طبيعية من بحيرات محمية الزرانيق، وهي مناطق محمية تحافظ على التوازن البيئي.
ويتم استخراج المحلول الملحي من هذه البحيرات، ثم ضخه إلى بحيرات تركيز حيث يتم التخلص من العناصر غير المرغوب فيها مثل المغنيسيوم، الكالسيوم، الكربونات، والكبريتات، مما يضمن الحصول على ملح صافي وعالي الجودة.
كما تتم دورة الإنتاج في أحواض ترسيب تمتد لعام كامل، حيث يتم معالجته بشكل دقيق وفقًا لأحدث التقنيات الصناعية.
توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي
تعتبر ملاحة سبيكة من أكبر مصادر العمل في منطقة شمال سيناء، حيث توفر أكثر من 250 وظيفة مباشرة و1000 وظيفة غير مباشرة لأبناء المنطقة، بما في ذلك السائقين والعمال وأصحاب المهن المختلفة.
ويسهم هذا في تحسين الوضع الاقتصادي المحلي ودعم التنمية في المنطقة. كما تلتزم الملاحة بتوفير ملح الطعام للسوق المصري وفقًا للمواصفات القياسية المعتمدة من هيئة سلامة الغذاء.
الملح في الصناعات المختلفة
يتم استخدام ملح سبيكة في العديد من الصناعات الحيوية، حيث يدخل في صناعة الأغذية، وصناعة الكيماويات، بالإضافة إلى ملح الطرق المخصص لإذابة الجليد في الدول ذات الطقس البارد.
ويُعد الملح المغسول عالي الجودة الخيار الأول في العديد من الشركات الكبرى التي تعتمد على نقاء المنتج في صناعاتها. كما يُعتبر الملح الخام والملح المكرر من الأنواع المهمة التي يتم إنتاجها وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
ملاحة سبيكة: استثمار مستدام في المستقبل
إن ملاحة سبيكة تمثل نموذجًا ناجحًا للاستثمار في الموارد الطبيعية المستدامة، حيث تجمع بين الحفاظ على البيئة وجودة المنتج في آن واحد.
تساهم هذه الملاحة في دعم الاقتصاد المصري من خلال تلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي للملح، مما يجعلها أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
كما أن التوسع المستمر في الإنتاج والتصدير يعكس التزام مصر بتنمية مواردها الطبيعية بالشكل الذي يخدم احتياجات الأجيال القادمة.
الاستقرار والأمل في المستقبل
يشير المهندس ياسر أسامة، رئيس قطاع التصنيع وعضو مجلس إدارة شركة النصر للملاحات، إلى أن المناخ الآمن والمستقر في شمال سيناء كان له دور كبير في دفع عجلة الإنتاج والتصدير في ملاحة سبيكة.
ويؤكد أن هذا الاستقرار سيستمر في دعم خطط التوسع المستقبلية للملاحة التي ستسهم في تحقيق أهداف أكبر على مستوى الإنتاج والتصدير، مما يعزز من مكانتها كأحد أكبر الملاحات في العالم.
خلاصة القول
تعد ملاحة سبيكة في شمال سيناء مثالًا حيًا على كيفية تحويل الموارد الطبيعية إلى مصدر اقتصادي هام يعزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا. ورغم التحديات، تظل ملاحة سبيكة في قلب الصناعة المصرية كأحد أهم المشاريع التي تمثل الاستثمار المستدام في الموارد الطبيعية، مع تحقيق معدلات إنتاج وتصدير قياسية تدعم الاقتصاد المصري وتفتح الأفق لمزيد من النمو في المستقبل.
تعليقات 0