15 يناير 2025 00:28
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025

شهدت العلاقات بين فرنسا والدول الإفريقية خلال السنوات الأخيرة تحولات عميقة، تمثلت في تراجع النفوذ الفرنسي العسكري والاقتصادي في القارة السمراء، لصالح قوى دولية جديدة تسعى لملء الفراغ الذي تركته باريس.

عام 2024 كان شاهدًا على أحداث جسيمة دفعت نحو إعادة تشكيل الخريطة السياسية والاقتصادية في إفريقيا، ما يجعل عام 2025 عامًا مفصليًا في مستقبل العلاقات بين الطرفين.

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025 - 5 - سيناء الإخبارية

انسحاب عسكري تدريجي يعيد ترتيب التحالفات
منذ عام 2022، بدأت الدول الإفريقية بإبداء استيائها من التدخل الفرنسي في شؤونها الداخلية، والذي اعتبرته العديد من الشعوب والحكومات المحلية غير ناجح في تحقيق الاستقرار أو الحد من الإرهاب.

أخبار تهمك

صفقة تبادل الأسرى تلوح في الأفق.. تفاصيل أولية عن إطلاق سراح 33 أسيرًا فلسطينيًا مقابل تنازلات من حماس - 1 - سيناء الإخبارية

صفقة تبادل الأسرى تلوح في الأفق.. تفاصيل أولية عن إطلاق سراح 33 أسيرًا فلسطينيًا مقابل تنازلات من حماس

اقتصاد إدلب يكشف حجم الأزمة السورية.. هيئة تحرير الشام تواجه تضخمًا بنسبة 92% وبطالة تجاوزت 78% - 3 - سيناء الإخبارية

اقتصاد إدلب يكشف حجم الأزمة السورية.. هيئة تحرير الشام تواجه تضخمًا بنسبة 92% وبطالة تجاوزت 78%

وفي مالي، أعلنت السلطات في فبراير 2024 استكمال انسحاب القوات الفرنسية المشاركة في عملية “برخان”، بعد تسع سنوات من التدخل.

وأعقب ذلك في مايو 2024 إلغاء المجلس الحاكم في مالي جميع الاتفاقيات الدفاعية مع فرنسا، بما في ذلك اتفاقية “سوفا” واتفاقية الدفاع المشترك الموقعة عام 2014.

وفي بوركينا فاسو، تصاعدت الخلافات مع فرنسا، حيث طردت وزارة الخارجية ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين في مايو 2024، متهمةً إياهم بـ”أنشطة تخريبية”.

أما في تشاد، فقد شهد ديسمبر 2024 بدء ترحيل القوات العسكرية الفرنسية، مع تسليم القاعدة العسكرية في مدينة “فايا” شمال البلاد للسلطات المحلية.

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025 - 7 - سيناء الإخبارية

اتهامات لفرنسا وإحلال قوى دولية جديدة
في سياق متصل، واجهت فرنسا في الآونة الأخيرة اتهامات بدعم جماعات مسلحة في منطقة الساحل الإفريقي عبر توفير معلومات استخباراتية حساسة. وبينما لم تقدم الدول الإفريقية أدلة ملموسة على هذه الادعاءات، فقد غذت المشاعر المناهضة لفرنسا في القارة.

في المقابل، استفادت قوى دولية مثل الصين وروسيا من هذا التراجع الفرنسي. في يناير 2025، بدأ وزير الخارجية الصيني “وانج يي” جولة شملت أربع دول إفريقية (ناميبيا، جمهورية الكونغو، تشاد، ونيجيريا) لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد.

أما روسيا، فقد عززت وجودها الأمني في منطقة الساحل عبر دعم الجيوش الوطنية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وتعاونت مع مجموعة “فاجنر” لمكافحة الإرهاب.

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025 - 9 - سيناء الإخبارية

تحولات اقتصادية وتصفير النفوذ الفرنسي
اقتصاديًا، بدأت الدول الإفريقية تتجه نحو فك الارتباط بالفرنك الإفريقي، العملة التي استخدمتها فرنسا لأكثر من نصف قرن كأداة للهيمنة الاقتصادية على 14 دولة إفريقية.
في السنغال، أعلن الرئيس الجديد “باسيرو ديوماي فاي” في خطابه للعام الجديد 2025 إنهاء التواجد العسكري الأجنبي، بما في ذلك الفرنسي، مؤكدًا سعي بلاده لاستقلال اقتصادي كامل.

وفي النيجر، قامت السلطات الحاكمة في أكتوبر 2024 بخطوات رمزية تؤكد القطيعة مع باريس، حيث أعادت تسمية شوارع ومعالم ذات طابع فرنسي بأسماء وطنية وإفريقية.

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025 - 11 - سيناء الإخبارية

سيناريوهات 2025: نهاية حقبة أم بداية صراع جديد؟
مع تقليص فرنسا لقواتها في غرب إفريقيا من 2200 جندي إلى 600 فقط في يناير 2025، يبدو أن باريس على وشك خسارة معقل نفوذها التقليدي في القارة. تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي وصف فيها الدول الإفريقية بأنها “نسيت شكر فرنسا على تدخلاتها”، أثارت غضبًا واسعًا.

انسحاب فرنسا من إفريقيا.. مشهد تاريخي يغير قواعد النفوذ داخل القارة السمراء في 2025 - 13 - سيناء الإخبارية

الرئيس الفرنسي

يظل السؤال الكبير هو: هل ستتمكن القوى الدولية الجديدة من ملء الفراغ الذي تركته فرنسا، مع تحقيق الاستقرار والتنمية في القارة؟ أم أن إفريقيا ستظل ساحة صراع بين القوى الكبرى، بما يعيق طموحاتها نحو استقلال حقيقي؟

2025 يحمل في طياته الإجابة، حيث تتجه أنظار العالم إلى إفريقيا، القارة التي أصبحت ساحة لتنافس محموم بين الشرق والغرب.