الحاجة فرحانة.. “شيخة المجاهدين” وأيقونة النضال في سيناء

منذ 4 ساعات
الحاجة فرحانة.. “شيخة المجاهدين” وأيقونة النضال في سيناء

الحاجة فرحانة حسين الرياشات، المعروفة بلقب “شيخة المجاهدين في سيناء”، هي رمز للنضال الوطني ضد الاحتلال، حيث تعد من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تحقيق النصر خلال حرب أكتوبر المجيدة.

بعمر 105 سنوات، تحمل الحاجة فرحانة تاريخًا من البطولات التي دافعت فيها عن الوطن بكل شجاعة وإصرار، ورغم قسوة الظروف لم تتوانَ عن القيام بواجبها تجاه مصر.

دور الحاجة فرحانة في حرب أكتوبر

تروي الحاجة فرحانة في تصريحات سابقة دورها البطولي في حرب أكتوبر، حيث كانت تقوم بمهمة نقل الرسائل بين الجنود وقوات الجيش المصري، وتستغرق رحلاتها عبر سيناء مشيًا على الأقدام مدة قد تصل إلى شهر كامل.

هذا الدور الذي كانت تؤديه بسرية تامة جعلها تخفيه حتى عن أبنائها، إذ كانت تدّعي العمل في تجارة الملابس لإبعاد الأنظار عن مهامها السرية.

وفي أحد جوانب تلك البطولات، برعت الحاجة فرحانة في إخفاء الرسائل داخل ثيابها بأسلوب ذكي لم يُمكن قوات الاحتلال الإسرائيلي من اكتشافها، رغم عمليات التفتيش المتكررة التي تعرضت لها. تعرضت لأخطار عديدة على مدار 3 مرات كانت فيها قريبة من الوقوع بأيدي الاحتلال، لكن براعتها وتفانيها حالا دون ذلك، لتُصبح مثالاً في النضال والتضحية.

شهادة ابن الحاجة فرحانة

أحد أبنائها تحدث مؤخرًا عن تفاصيل مشرفة من مسيرة والدته في النضال، كاشفًا عن التضحيات التي قدمتها في سبيل الوطن.

وذكر أنها كانت تقوم بإخفاء الرسائل تحت ملابسها بإبداع، من خلال تطريز خاص يساعد على إخفاء الرسائل، مما سمح لها بالمرور من نقاط التفتيش بسلام.

وأضاف أن أسرتها كانت تفتقدها لأشهر، إذ كانت تغيب عنهم لشهرين أو ثلاثة في كل مرة تنطلق في مهماتها الوطنية.

وأضاف نجلها أن قدمها تعرضت لإصابات شديدة من طول المشي على الرمال الساخنة، ما أدى إلى ظهور جلطات على أصابعها، مؤكداً أن هذه الإصابات كانت دليلاً على تضحياتها المتواصلة في سبيل نقل المعلومات إلى الجيش المصري.

تكريم الحاجة فرحانة

في احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، تصدرت الحاجة فرحانة فيلمًا تسجيليًا تم عرضه تحت عنوان “حكايات الأبطال”، استعرض بطولاتها وبطولات آخرين على مر التاريخ المصري.

وقد أشاد الرئيس السيسي بدورها، ووجه بإنشاء حي ومحور في سيناء يحملان اسم الحاجة فرحانة تقديرًا لتضحياتها ودورها التاريخي في دعم الوطن.

هكذا تجسد الحاجة فرحانة الرياشات شخصية المرأة البدوية المصرية التي ناضلت بكل قوة وإصرار، لتبقى قصتها أيقونة تخلد في ذاكرة الأجيال، وتستمر مصدر إلهام للمرأة المصرية والعربية.