شرم الشيخ تحتضن اجتماعًا موسعًا لتطوير قطاع السياحة في مصر.. خارطة طريق نحو الاستثمار والابتكار
شهدت مدينة شرم الشيخ اجتماعًا موسعًا ضم كبار المسؤولين والمستثمرين والخبراء لمناقشة سبل تعزيز أداء القطاع السياحي، وتحديد آليات مبتكرة لتجاوز التحديات التي تعيق نموه.
جاء هذا الاجتماع بمشاركة مكثفة من قيادات القطاع العام والخاص، بهدف وضع رؤية موحدة لدفع عجلة التنمية السياحية في البلاد.
رؤية شاملة لدعم القطاع السياحي
الاجتماع، الذي ترأسه شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، جاء كجزء من سلسلة من اللقاءات الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز التكامل بين الجهات المعنية بالقطاع السياحي.
حضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، ومحمد أيوب، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، وتامر مكرم، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بجنوب سيناء، إلى جانب محمد عامر، رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال السياحية، ومجموعة من المستثمرين والخبراء.
ناقش الحاضرون خلال الاجتماع أبرز التحديات التي تواجه صناعة السياحة، وفي مقدمتها الحاجة إلى تحسين البنية التحتية اللازمة لدعم الاستثمار السياحي، وتعزيز تنافسية الوجهات السياحية المصرية على الساحة العالمية. كما تم تسليط الضوء على ضرورة تطوير الكوادر البشرية من خلال تأهيل العاملين في القطاع السياحي، لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال الحيوي.
خطوات عملية لدفع عجلة التنمية السياحية
افتتح الوزير شريف فتحي الاجتماع بكلمة أكد فيها على الدور المحوري الذي تلعبه القيادة السياسية في دعم القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن السياحة تعد واحدة من أهم ركائز الاقتصاد القومي ومصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية.
وأوضح أن الوزارة تسعى لإيجاد حلول مبتكرة لتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين، من خلال الإسراع في إجراءات الحصول على الموافقات اللازمة لإنشاء وتشغيل المنشآت السياحية، وتوفير بيئة استثمارية مشجعة تلبي تطلعات المستثمرين.
كما استعرض الوزير استراتيجية الوزارة التي تركز على التنوع الكبير في المقومات السياحية التي تزخر بها مصر، بما يشمل المواقع الأثرية والتاريخية، والسياحة الشاطئية، والبيئية، وسياحة المغامرات. وأشار إلى أن الوزارة تعكف على تبني أحدث وسائل التسويق الإلكتروني وتقنيات الذكاء الاصطناعي للترويج للمنتجات والخدمات السياحية بشكل مبتكر، بما يعزز من قدرة مصر على جذب المزيد من السياح من الأسواق العالمية المستهدفة.
التزام محافظ جنوب سيناء بدعم القطاع
من جانبه، أكد الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن اللقاء يعكس التزام الحكومة بتطوير قطاع السياحة في المحافظة، التي تعد إحدى الوجهات الرئيسية للسياحة في مصر. وأشار إلى أن سياسة “الباب المفتوح” التي ينتهجها تتيح للمستثمرين مناقشة كافة التحديات التي تواجههم بكل شفافية، مع وضع أولويات واضحة لمعالجتها تدريجيًا.
وتناول المحافظ خلال كلمته بعض المشكلات التي تواجه المستثمرين في مدينة طابا، مؤكدًا أنه تم الاتفاق مع الحضور على وضع خطة عمل مدروسة لحل هذه المشكلات على مراحل، بما يضمن استعادة المدينة لمكانتها كوجهة سياحية جاذبة.
مقترحات المستثمرين وآفاق التطوير
شهد الاجتماع تفاعلًا إيجابيًا من قبل المستثمرين الذين استعرضوا عددًا من الأفكار والمقترحات، من بينها إنشاء مدرسة متخصصة لتدريب العاملين في القطاع السياحي بمدينة شرم الشيخ، بهدف سد النقص في الكفاءات المدربة في الوظائف الفندقية. كما تم طرح فكرة إنشاء بنك للفرص الاستثمارية لتحديد المشروعات السياحية الواعدة وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وفي ختام اللقاء، أشاد المستثمرون بالروح التعاونية التي سادت الاجتماع، معربين عن تقديرهم لحرص الوزير والمحافظ على الاستماع لمطالبهم ومقترحاتهم. وأكدوا أهمية استمرار هذه اللقاءات بشكل دوري، لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وضمان استمرارية العمل على تطوير القطاع السياحي بما يتماشى مع تطلعات مصر المستقبلية.
نحو مستقبل واعد للسياحة المصرية
يُعتبر هذا الاجتماع خطوة نوعية نحو تحقيق نقلة حقيقية في قطاع السياحة المصري، حيث تمثل الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص أحد أهم العوامل لنجاح هذه الجهود. ومع رؤية واضحة وأهداف طموحة، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، وجذب المزيد من الاستثمارات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
تعليقات 0