محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

24 أغسطس 2024
محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

تشهد هذه الأيام بداية موسم هجرة الطيور من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وتركيا، وصولًا إلى وسط وجنوب شرق أفريقيا، وتُعتبر محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء واحدة من أهم نقاط الوصول لهذه الطيور ومحطة رئيسية بعد رحلتها الطويلة لاستكمال مسيرتها.

تعد هذه المحمية من أشهر المحميات الطبيعية في مصر، وقد تحولت إلى موطن للكثير من الطيور التي تتكاثر فيها وتنطلق منها، كما تضم مناطقها المائية والبرية تنوعًا كبيرًا من الكائنات البحرية والنباتات النادرة.

محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

وفقًا لبيانات محافظة شمال سيناء، أُعلنت محمية الزرانيق وسبخة البردويل محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1429 لسنة 1985، والقرار المعدل رقم 3379 لسنة 1996، بمساحة إجمالية تقارب 250 كم²، تقع المحمية فى الجزء الشرقي من بحيرة البردويل على بعد حوالي 25 كم غرب مدينة العريش، وتمتد إلى مسافة 17 كم غربًا عند الكيلو 42 بالقرب من قرية مزار، يحد المحمية من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب طريق العريش/القنطرة.

تمثل محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة البردويل أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يقع ضمن مسار هجرة الطيور من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وتركيا، وصولًا إلى وسط وجنوب شرق أفريقيا خلال فصل الخريف. تقطع هذه الطيور آلاف الكيلومترات بحثًا عن الدفء ومصادر الغذاء، ويستوطن بعضها فى المنطقة ويتكاثر فيها، ما يجعلها من أهم مواقع التجمع الطبيعي للطيور.

محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

تعد المنطقة الرملية الفاصلة بين البحر المتوسط وبحيرة البردويل مكانًا ملائمًا لوضع بيض السلاحف الخضراء البحرية (Green Turtle) المهددة بالانقراض، والتي تسعى دول حوض البحر المتوسط إلى حمايته، وأثبتت الدراسات أهمية هذه المنطقة بفضل موقعها الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات: آسيا، أفريقيا، وأوروبا، مما يجعلها جسر عبور لمئات الآلاف من الطيور المهاجرة خلال فصلى الخريف والربيع من كل عام، وتم تسجيل 244 نوعًا من الطيور في المحمية، تنتمي إلى 14 فصيلة، منها البجع، البشاروش، البط، البلشون، أبو قردان، اللقلق، السمان، الكروان، النورس، القمري، الوروار، والحميراء، وغيرها.

تعتبر محمية الزرانيق من المواقع الهامة لتكاثر بعض الأنواع مثل طائر أبو الرؤوس السكندري (Kentish Plover) والعقاب النسارية، تعمل إدارة المحمية على تأمين مستقبل السلحفاة المصرية عبر برنامج حماية متعدد التوجهات، حيث يتم رصدها باستخدام موجات الراديو، بالإضافة إلى الرصد التقليدي عبر اقتفاء الأثر. يتضمن برنامج الحماية أيضًا إنتاج مشغولات يدوية لدعم السكان المحليين المقيمين بمنطقة المحمية، كوسيلة لضمان مشاركتهم في جهود الصون.

تحتوى المحمية على تنوع كبير في البيئات الطبيعية وأنواع الكائنات النباتية والحيوانية، حيث تم التعرف على حوالي 907 نوعًا من النباتات والحيوانات، منها 9 أنواع متوطنة في مصر، بالإضافة إلى 16 نوعًا مهددًا بالانقراض عالميًا، مثل الشرشير المخطط، الزرقاى الأحمر، صقر الجراد، العقاب الملكي، وطائر مرعة الغلة (Corn Crake).

محمية الزرانيق على ساحل شمال سيناء..محطة رئيسية لهجرة الطيور

في عام 1971، أصدرت منظمة اليونسكو اتفاقية رامسار لحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، والتي انضمت إليها مصر عام 1986، تتضمن الاتفاقية حماية أكثر من 300 موقع من الأراضي ذات الأهمية الدولية للطيور المائية، منها محمية الزرانيق. تتلاقى في منطقة المحمية عدة بيئات مختلفة تشمل: بيئة ساحل البحر المتوسط، وبيئة مناطق السبخات والملاحات والجزر والشواطئ، وبيئة الأراضي الرطبة، وبيئة الكثبان والغرود الرملية.

تعد محمية الزرانيق وسبخة البردويل من أهم المواقع البيئية في مصر والعالم، لما لها من أهمية كبرى في حماية التنوع البيولوجي وتأمين مسارات هجرة الطيور. تستمر الجهود المبذولة لحماية هذه المنطقة والمحافظة عليها، بما يضمن استدامتها للأجيال القادمة، ويؤكد على دور مصر الحيوي في الحفاظ على البيئات الطبيعية ومواطن الطيور المهاجرة.