ملتقى أهل مصر الـ19.. شباب شمال سيناء يلتقون أبناء المحافظات الحدودية في الإسكندرية
استقبلت المدينة الشبابية بأبي قير في محافظة الإسكندرية فعاليات ملتقى أهل مصر التاسع عشر، الذي يعد أحد أبرز المشاريع الثقافية التي ترعاها وزارة الثقافة لتحقيق العدالة الثقافية ورعاية الموهوبين من أبناء المحافظات الحدودية. الملتقى، الذي ينظم تحت شعار “يهمنا الإنسان”، يمتد حتى 27 نوفمبر الجاري، مستضيفًا 120 شابًا وشابة من مختلف المحافظات الحدودية، في خطوة تهدف لتعزيز روح الانتماء الوطني، وتنمية المهارات الفنية والثقافية لديهم.
ملتقى الإبداع.. لقاء الثقافات وتبادل الخبرات
شهد الملتقى مشاركة واسعة من شباب المحافظات الحدودية، بما في ذلك شمال سيناء وجنوبها، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، البحر الأحمر، بالإضافة إلى عدد من شباب المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة والمحافظة المضيفة. وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع “أهل مصر”، أحد البرامج الرئاسية التي تهدف إلى بناء وعي الأجيال الشابة وتعزيز قيم الولاء للوطن.
أحمد درويش، رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، عبر عن سعادته باستضافة الملتقى، مؤكدًا على الدور المحوري لوزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة في تقديم مشروعات قومية ترفع من شأن المرأة والشباب والأطفال، مشيرًا إلى أن الملتقى يعكس التنوع الثقافي في مصر ويعزز من التفاعل بين أبناء المحافظات الحدودية، الذين يحملون طاقة إبداعية مميزة.
ورش عمل شاملة لتطوير المهارات الفنية والحرفية
تميز الملتقى بتنظيم 14 ورشة فنية وحرفية تهدف إلى صقل المهارات وتطوير المواهب. شملت الورش أنشطة متنوعة تناسب مختلف الميول والاهتمامات:
ورشة النحت على الصدف والمحار: تعلم فيها الشباب تصميم لوحات فنية مستوحاة من البيئة الساحلية.
ورشة الحلي: تناولت كيفية إعادة تدوير المشغولات القديمة بأساليب مبتكرة لإنتاج قطع يدوية فريدة.
ورشة الريزن: قدمت تدريبًا على استخدام مادة الريزن في تصميم قطع ديكورية ولوحات عصرية.
ورشة المسرح البشري: جمعت بين الدراسة النظرية والتدريب العملي على فنون التمثيل المسرحي.
ورشة الرسوم المتحركة: تناولت تصميم أفلام قصيرة باستخدام أدوات بسيطة بداية من اختيار الفكرة حتى التنفيذ.
ورشة الموزاييك: ركزت على قطع السيراميك لصنع لوحات وأشكال ديكورية مميزة بأساليب مبتكرة.
أنشطة ثقافية وفنية لتعزيز الوعي والإبداع
لم تقتصر الفعاليات على الورش الحرفية، بل شملت أنشطة ثقافية متنوعة تهدف لتوسيع مدارك المشاركين وتعزيز وعيهم الفني والأدبي:
ورشة الكتابة الأدبية: تضمنت تدريب الشباب على كتابة الشعر والقصة القصيرة والرواية.
ورشة الحكي الشعبي: سلطت الضوء على السيرة الهلالية ورحلة العائلة المقدسة، بأسلوب روائي مميز.
ورشة الموسيقى: ركزت على تحسين الأداء الصوتي وتعلم أسس كتابة الأغاني.
ورشة التصوير الفوتوغرافي: قدمت تدريبًا على تقنيات التصوير الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الصور.
زيارات سياحية وتبادل ثقافي بين الأقاليم
حرص المنظمون على تنظيم زيارات ميدانية لأبرز المعالم السياحية في الإسكندرية، منها مكتبة الإسكندرية وحديقة أنطونيادس، بجانب جولة حرة في مدينة العلمين الجديدة. تهدف هذه الجولات إلى تعريف الشباب بتاريخ البلاد الغني، وتعزيز ارتباطهم بتراثهم الوطني.
رسائل قيادية وأهداف وطنية سامية
في كلمته، أوصى أحمد درويش الشباب بضرورة استثمار هذه التجربة الفريدة لتعزيز مهاراتهم واكتساب معارف جديدة تسهم في تطوير شخصياتهم، مشيرًا إلى أهمية استمرار التواصل بين المشاركين بعد انتهاء الملتقى. كما وجه أحمد يسري، مدير عام ثقافة الشباب والعمال، الشكر لوزير الثقافة على دعمه الكامل للمشروع، مؤكدًا أن الملتقى يمثل منصة حيوية لتبادل الثقافات والخبرات بين الأقاليم.
مشروع أهل مصر.. بوابة للعدالة الثقافية وتنمية الوعي الوطني
يعد مشروع “أهل مصر” من أهم مشروعات وزارة الثقافة التي تستهدف تحقيق العدالة الثقافية، وتوفير فرص متساوية للتعلم والإبداع أمام أبناء المحافظات الحدودية. ويعكس المشروع التزام الدولة بتعزيز الوعي الوطني لدى الشباب، ورعاية الموهوبين، وتنمية الانتماء للوطن من خلال الأنشطة الثقافية والفنية.
ختام يفتح أبواب الأمل والإبداع
مع اقتراب ختام الملتقى، يبقى الأثر الإيجابي لهذه الفعاليات حاضرًا في نفوس المشاركين، الذين استلهموا من ورش العمل والأنشطة روح التحدي والطموح لبناء مستقبل أفضل. يجسد هذا الحدث مثالًا حيًا على قوة الثقافة في جمع أبناء الوطن، وتعزيز وحدتهم، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية نحو آفاق أرحب.
تعليقات 0