22 أبريل 2025 18:15
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ندوة علمية حول “المصطلح في الفنون البدوية” بالعريش ضمن احتفالات تحرير سيناء

في إطار احتفالات محافظة شمال سيناء بذكرى تحرير الأرض، نظم قصر ثقافة العريش فعاليات “ملتقى سيناء الأول لفن البادية” خلال الفترة من 20 حتى 27 أبريل 2025. شهد الملتقى العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث البدوي والفنون المرتبطة به، وقد تضمن الحدث ندوة علمية بعنوان “المصطلح في الفنون البدوية” شارك فيها مجموعة من الأدباء والباحثين والمتخصصين في الأدب الشعبي البدوي.

الندوة، التي أقيمت تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وبتنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة، ناقشت العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تتعلق بالفنون البدوية المختلفة. وقد شهدت الندوة حضورًا كبيرًا من الأدباء والباحثين من أندية أدب البادية، بالإضافة إلى جمهور واسع من أهالي مدينة العريش.

في بداية الندوة، أكد الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أهمية الجمع بين الجانب الثقافي والفني وبين البُعد العلمي في تنظيم هذه الفعاليات الثقافية. وأشار إلى أن هذه الأنشطة تهدف إلى التأصيل العلمي للثقافة البدوية، التي تعد من أهم مكونات الهوية الثقافية المصرية. كما أكد محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، على أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، معربًا عن سعادته بإقامة هذه الفعاليات في سيناء، التي تمثل أرض المقاومة والصمود.

ركزت الندوة على مصطلح “البداوة” من خلال المداخلات التي قدمها الباحثون. حيث استعرض الأديب مسعد بدر، الباحث في الأدب الشعبي البدوي، الفروق بين الأنواع المختلفة للفنون الحكائية في بدو سيناء. تحدث عن “السيرة الشعبية” باعتبارها أساس الفنون الحكائية في البادية، وشرح الفرق بين الحكاية الشعبية التي تتناول أحداثًا اجتماعية واقعية، والحكاية الخرافية التي تمزج الواقع بالخيال، وكذلك الحكاية الأسطورية التي يصدقها المجتمع كجزء من تاريخه الثقافي. وأشار بدر إلى أن هذه الحكايات تحمل عبرًا وأمثالًا، وتمثل جزءًا من الموروث الثقافي الشفهي للبدو.

كما تناول الباحث حسونة فتحي مفهوم “البداوة” بشكل موسع، مشيرًا إلى أن البداوة لا ترتبط بجنس أو عرق معين، بل هي تمثل مجموعة من القيم الإنسانية الرفيعة مثل الكرم والشجاعة والفروسية، التي تميز حياة سكان الصحراء. وأوضح فتحي أن هذا المفهوم يحمل دلالات عميقة عن نمط الحياة البدوي، ويعكس طابعًا ثقافيًا وفنيًا خاصًا.

أما الدكتور حمد شعيب، الباحث من بادية مطروح، فقدم ورقة علمية حول “جمع وتوثيق المأثورات الشعبية البدوية”، حيث شرح كيفية جمع المأثورات وتوثيقها، مستعرضًا التحديات التي تواجه الباحثين في هذا المجال، خصوصًا في ما يتعلق باللهجة البدوية وتوثيقها بطريقة صحيحة ودقيقة. كما أشار إلى دور الهيئة العامة لقصور الثقافة في تدريب الباحثين على جمع وتوثيق التراث الشعبي البدوية، بما يسهم في الحفاظ على هذه الثقافة من الضياع.

اختتمت الندوة بجلسة شعرية أحياها عدد من شعراء البادية، بينهم الشاعر منصور القديري والشاعرة سلمى الميعاني والشاعر عطا الله الجداوي، حيث قدموا مجموعة من القصائد التي تمثل الفلكلور البدوي وتعكس قيمه الثقافية. وقد شهدت الجلسة تفاعلاً واسعًا من الحضور، الذين أضافوا مداخلات ومناقشات حول تأثير هذه الفنون على الحياة اليومية للبدو.

تُعد هذه الفعاليات خطوة هامة نحو الحفاظ على التراث الثقافي البدوي في سيناء وتعزيز الهوية الثقافية لأبناء المنطقة، كما تسهم في إحياء فنون البادية وتنميتها من خلال النقاشات العلمية والفنية التي تواكب العصر وتلائم تطلعات المجتمع الثقافي.