ظاهرة “الجزر الفلكي” في دهب.. انحسار مياه البحر يكشف أسرار الطبيعة
شهدت مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء خلال الأيام الماضية ظاهرة طبيعية لافتة تمثلت في انحسار مياه البحر على شاطئ المشربية، حيث امتدت مساحة الشاطئ إلى الداخل بشكل غير معتاد، تاركة وراءها شعابًا مرجانية متحجرة، وأصدافًا بحرية، وبعض الكائنات البحرية التي كشفتها الطبيعة مؤقتًا.
وبحسب إدارة البيئة بمحافظة جنوب سيناء، فإن هذه الظاهرة تُعرف باسم “الجزر الفلكي”، وهي حدث طبيعي دوري يتزامن مع مرحلتي المحاق أو البدر، عندما تصطف الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في مستويات المد والجزر.
توقيت الظاهرة وعواملها
أوضحت الإدارة أن ظاهرة الجزر الفلكي ظهرت في دهب هذا العام مع بداية شهر ديسمبر، ومن المتوقع أن تستمر في التكرار خلال منتصف الشهر يومي 13 و14 ديسمبر.
أخبار تهمك
وترتبط هذه الظاهرة بحركة القمر حول الأرض وتأثير الجاذبية المشتركة للقمر والشمس، إضافة إلى الجغرافيا المحلية لدهب الواقعة على خليج ضيق في شمال البحر الأحمر.
وأكدت الإدارة أن هذه الظاهرة لم تؤثر بالسلب على الحياة البحرية، حيث تعود المياه إلى مستوياتها الطبيعية مع حلول الليل.
تأثير الظاهرة على الأنشطة البحرية
ونوهت محافظة جنوب سيناء بضرورة أخذ هذه الظاهرة في الاعتبار عند التخطيط للأنشطة البحرية مثل الغوص أو السباحة.
وقالت إنه يمكن التنبؤ بمواعيدها بدقة من خلال الجداول الزمنية الخاصة بالموانئ أو المواقع الفلكية، مما يسهم في تنظيم الأنشطة بشكل أفضل.
مشهد فريد على شواطئ دهب
وكان شاطئ المشربية قد شهد يوم الجمعة الماضي انحسار المياه إلى الخلف بمسافة تزيد عن 50 مترًا داخل عمق البحر، مع غياب الرياح النشطة، ما أتاح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة تفاصيل أعماق البحر التي نادرًا ما تظهر للعين المجردة.
وأكد مصدر بيئي أن هذه الظاهرة طبيعية تمامًا وتتكرر بشكل دوري، مشيرًا إلى أنها تساهم في تسليط الضوء على الجمال الخفي للشواطئ والبيئة البحرية في دهب، التي تظل وجهة محببة لعشاق الطبيعة من مختلف أنحاء العالم.
تظل ظاهرة الجزر الفلكي واحدة من عجائب الطبيعة التي تقدم فرصة استثنائية للباحثين والزوار على حد سواء لاستكشاف التغيرات التي تطرأ على المناظر البحرية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة لضمان استدامة هذا الجمال الطبيعي الفريد.
تعليقات 0