تأكدت الأنباء التي كانت تتردد منذ فترة طويلة، حيث أعلن كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان رحيله عن النادي الفرنسي في نهاية الموسم، متجهًا إلى ريال مدريد في صفقة انتقال حر.
يُعد مبابي إضافة قوية لقائمة ريال مدريد الذي اقترب من لقب دوري أبطال أوروبا رقم 15 وتوج قبل أيام بلقب الدوري الإسباني للمرة 36 في تاريخه. لا شك في موهبته الخارقة، وربما يُصنف كواحد من أفضل اللاعبين في العالم، لكن لم يكن من الواضح دائمًا المكان الذي سيتناسب فيه الفرنسي في مدريد.
كان هناك دائمًا شعور بأن وصول مبابي من شأنه أن يزعج الفريق، خاصة أنه وزميله الذي سيصبح قريبًا فينيسيوس جونيور يفضلان اللعب على الجانب الأيسر من الهجوم. بدا هذا الموقف وكأنه يشير إلى احتكاك محتمل بين اللاعبين المتشابهين، وكانت الحكمة التقليدية تملي أن أحد اللاعبين سيتعين عليه التحول إلى مكان جديد لإفساح المجال للآخر.
كان قرارًا يحمل كل السمات المميزة لكارثة تنتظر الحدوث، حيث سيكون كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عالقًا في مأزق: هل يضايق فينيسيوس، اللاعب الذي أصبح نجم الفريق في المواسم القليلة الماضية، والذي لعب دورًا رئيسيًا في تحقيق إنجازات السنوات الأخيرة؟
ومع ذلك، نجح ريال مدريد هذا الموسم في تخفيف بعض هذه المخاوف من خلال التحول من خطة 4-3-3 إلى خطة 4-3-1-2. كان هذا تحولًا حدث قرب بداية الموسم بعد رحيل كريم بنزيما، لكن كان له تأثير كبير في تزويد النادي بحل وسط جاهز لمشكلته المستقبلية.
أدى هذا الحل الوسط إلى تكوين شراكة ممتازة بين فينيسيوس ورودريجو كونهما المهاجمين الهجوميين السلسين لريال مدريد. يتناغم البرازيليان بشكل مثالي مع تواجد جود بيلينجهام في المساحة خلف المهاجمين كصانع لعب رقم 10، في موقف غير مألوف ولكنه سمح للرجل الإنجليزي بإظهار خطورته وقراءته للمباراة، حيث ينجرف إلى داخل منطقة الجزاء مع هذه الانطلاقات القاتلة المتأخرة.
في هذا الشكل، يمكنك البدء في رؤية المخطط الذي سيتطلع إليه ريال مدريد لإشراك مبابي. بدلاً من إزاحة فينيسيوس، يمكن للفرنسي أن يلعب بجانبه كأحد المهاجمين. من المرجح أن يتراجع رودريجو مرة أخرى إلى الخلف ليحل مكان بيلينجهام، الذي سيتراجع بالتبعية إلى مركز أعمق في وسط الملعب، وهو المركز الذي لعبه بشكل جيد للغاية خلال فترة وجوده في بوروسيا دورتموند.
كانت المشكلة التي واجهت ضم مبابي إلى فريق مدريد دائمًا هي مشكلة الرفاهية؛ صداع لطيف يتمثل في تجميع أحد أكثر الخطوط الأمامية تدميراً في أوروبا دون الإخلال بالتوازن. إنها عملية صعبة قد يواجهها البعض، لكنها كانت بمثابة ميزة خارقة للمدير الفني كارلو أنشيلوتي، وبالتأكيد سيجد المدرب الإيطالي حلا لتلك الأزمة الممتعة بوجود 4 من أفضل اللاعبين في العالم بخط الهجوم وإيجاد حل لتحقيق أقصى استفادة من وجودهم.
لا شك أن مبابي سيُشكل إضافة قوية لريال مدريد، لكن مع وجود لاعبين موهوبين مثله فينيسيوس ورودريجو، فإن عبقرية أنشيلوتي ستكون حاسمة في ضمان انسجام هذا الفريق المليء بالنجوم وتحقيق المزيد من الإنجازات.
