البعثة الأثرية في سوهاج تكشف عن معبد بطلمي كامل بمنطقة أتريبس يضم 30 ألف قطعة أوستراكا
حققت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة إنجازًا أثريًا كبيرًا في منطقة أتريبس بمحافظة سوهاج، حيث كشفت عن صرح كامل لمعبد بطلمي يعود إلى عصر الملك بطلميوس الثامن. يُعد هذا الاكتشاف الأحدث ضمن سلسلة اكتشافات تؤكد الأهمية التاريخية والحضارية للمنطقة.
تفاصيل الاكتشاف:
أعلن الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن واجهة الصرح المكتشفة تمتد بعرض 51 مترًا، تتوسطها بوابة المدخل التي تفصل بين برجين بعرض 24 مترًا لكل منهما. وتُظهر زاوية ميل الأبراج أن الارتفاع الأصلي للصرح قد وصل إلى 18 مترًا، مما يجعله مقاربًا لأبعاد صرح معبد الأقصر.
النصوص والنقوش المكتشفة:
أثناء تنظيف البوابة الرئيسية للصرح، تم الكشف عن نقوش هيروغليفية ومناظر فنية تصوّر الملك بطلميوس الثامن يستقبل المعبودة “ربيت”، ربة أتريبس، برأس أنثى الأسد، وابنها المعبود الطفل “كولنتس”. كما كشفت الخراطيش عن وجود اسم الملكة كليوباترا الثالثة، زوجة بطلميوس الثامن.
غرف وأسرار جديدة:
تمكنت البعثة أيضًا من الكشف عن الغرفة الجنوبية التي تحتوي على نقوش تصور المعبودة “ربيت” ورب الخصوبة “مين”، بالإضافة إلى غرفة بسلم تقود إلى طابق علوي دُمّر قديمًا عام 752م.
استمرار البحث والتنقيب:
أشار الدكتور كريستيان ليتز، رئيس البعثة من الجانب الألماني، إلى أن الاكتشاف يُعد خطوة أولى نحو الكشف عن باقي عناصر المعبد. ومن جانبه أكد الدكتور ماركوس مولر، مدير موقع الحفائر، أن البعثة ستواصل أعمالها بدعم كامل من المجلس الأعلى للآثار، مما يُبشر بمزيد من الاكتشافات في المواسم القادمة.
إنجازات سابقة:
تعمل البعثة المصرية الألمانية في منطقة أتريبس منذ أكثر من عشر سنوات، حيث نجحت في الكشف عن أجزاء معبد أتريبس الكبير وأكثر من 30 ألف قطعة أوستراكا تحمل نصوصًا ديموطيقية وقبطية وهيراطيقية، بالإضافة إلى لُقى أثرية ذات أهمية كبيرة.
دلالات حضارية:
يعكس هذا الاكتشاف الأثري البارز عمق الحضارة البطلمية وتأثيرها على تاريخ مصر القديم، ويؤكد أهمية التعاون الدولي في استكشاف التراث الثقافي المصري وصونه للأجيال القادمة.
تعليقات 0