بهبيت الحجارة.. أسرار معبد إيزيس تكشف عن عظمة الحضارة الفرعونية في الغربية
في قلب دلتا مصر، وعلى أرض محافظة الغربية، تقبع أطلال معبد بهبيت الحجارة، شاهدة على روعة الحضارة الفرعونية وعمق الإيمان المصري القديم.
وهذا الصرح التاريخي المهيب كان يوماً محوراً لعبادة الإلهة إيزيس، رمز الحياة والأمومة، حيث استقبل الملوك والفراعنة طقوسهم الدينية واحتفالاتهم الأسطورية.
رحلة عبر الزمن في أحضان الغربية
الغربية، المعروفة بثرائها الآثري، تضم كنوزاً تتنوع بين الحضارات الفرعونية والرومانية والبطلمية. فإلى جانب متحف طنطا ومنطقة صالحجر بمركز بسيون، تتربع قرية بهبيت الحجارة في مدينة سمنود بأطلال معبدها التاريخي.
شُيد المعبد من الجرانيت الوردي والرمادي، لكنه تعرض لزلزال مدمر حوله إلى تل من الأحجار.
بين أرجاء هذا المعبد، تنتشر أعمدة ذات تيجان حتحورية، ودرجات سلم ضخم، وكتل حجرية منقوشة بأسماء ملوك عظماء مثل نخت نبف الثاني وملوك البطالمة كـ بطليموس الثاني والثالث.
النقوش الآثرية تسرد قصصاً عن الطقوس الدينية التي قام بها الملوك للإلهة إيزيس وآلهة أخرى مثل أوزيريس، حورس، وأنوبيس، مما يجعل المعبد واحداً من أكبر مراكز عبادة إيزيس في مصر القديمة.
تاريخ تحكيه الأحجار
المعبد يتألف من مدخل مهيب، صالة أعمدة، ومقصورات مخصصة للإلهة إيزيس وأوزيريس. ورغم تحوله إلى أطلال، فإن آثاره لا تزال تحكي عن طقوس الاحتفالات المصرية القديمة. كشفت الحفريات عن أجزاء من تمثال أبو الهول للملك نخت نبف الثاني، وأعمدة كانت تُستخدم في طحن الحبوب بعد أن استغلت المنطقة كمحجر عبر الزمن.
حماية آثار بهبيت من الإهمال والسرقة
لم تسلم المنطقة من محاولات التعدي، إذ عُثر على أجزاء من أحجار المعبد تُستخدم استخدامات خاطئة، مثل القطعة الرخامية الضخمة التي وُجدت في محلة أبو علي بالمحلة الكبرى، حيث استخدمها الجزارون لتقطيع اللحوم. لكن بفضل جهود وزارة الآثار، تم نقل هذه القطع إلى المتاحف للحفاظ عليها.
وفي مدينة المنصورة، تم اكتشاف كتلة حجرية ضخمة من أحجار المعبد، ونُقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة. كما تم إحاطة المنطقة بسور لحمايتها من السرقة.
“بر-حبت”.. بيت الأعياد وأسطورة إيزيس
اسم القرية مستمد من النصوص المصرية القديمة، حيث عُرفت باسم “بر-حبت”، أي “بيت الأعياد”. وفي العصرين اليوناني والروماني، أُطلق عليها اسم “إيسيوم”، نسبة إلى الإلهة إيزيس.
اليوم، يظل معبد بهبيت الحجارة رمزاً للإرث المصري العريق، ودعوة مفتوحة للزوار لاكتشاف أسرار الحضارة الفرعونية في أعماق الدلتا، حيث تتجلى عظمة الماضي وسط جمال النقوش وروعة الأحجار.
تعليقات 0