شمال سيناء.. متحف مفتوح للطرق التاريخية يحكي قصصاً من الماضي
تُعد محافظة شمال سيناء وجهة مميزة لعشاق السياحة الثقافية، حيث تحتضن بين جنباتها ثلاثة من أبرز الطرق التاريخية التي تحمل بين طياتها قصصاً من أزمنة مختلفة، وهي: طريق العائلة المقدسة، طريق الفتح الإسلامي، وطريق حورس الفرعوني.
طريق العائلة المقدسة: رحلة النجاة
يمتد هذا الطريق بمحاذاة البحر المتوسط، ويُعتبر شاهداً على واحدة من أعظم الرحلات الإنسانية في التاريخ.
فقد سلكت العائلة المقدسة، المكونة من السيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، هذا المسار هرباً من اضطهاد الحاكم هيرودوس في القرن الأول الميلادي.
ولا يزال الطريق يحافظ على معالمه التاريخية، ليكون وجهة روحانية وسياحية تجذب الزوار من كل مكان.
طريق الفتح الإسلامي: بوابة الإسلام إلى مصر
في عام 639م (18هـ)، قاد الصحابي الجليل عمرو بن العاص جيش المسلمين عبر هذا الطريق لفتح مصر.
بدأ المسار من مدينة رفح مروراً بالشيخ زويد والعريش حتى وصل إلى الفرما، التي كانت أولى المدن المصرية التي دخلها الإسلام.
ويُعتبر هذا الطريق رمزاً لبداية فصل جديد في تاريخ مصر، حيث أصبح شاهداً على تحولها إلى مركز للحضارة الإسلامية.
طريق حورس الفرعوني: درب الملوك والمحاربين
من قلعة ثارو بالقرب من القنطرة شرق وحتى رفح، يمتد طريق حورس الفرعوني الذي استخدمه ملوك مصر القديمة في حملاتهم العسكرية نحو الشرق.
إلى جانب دوره العسكري، ساهم الطريق في تعزيز التجارة بين مصر وبلاد الشام، مما جعله شرياناً اقتصادياً وحضارياً استراتيجياً في العصور الفرعونية.
سياحة ثقافية بنكهة التاريخ
تُعد هذه الطرق جزءاً لا يتجزأ من مقومات السياحة في شمال سيناء، حيث تسعى المحافظة لإحياء هذه المسارات وجعلها محطات جذب رئيسية ضمن أجندتها السياحية.
فالزائر للمحافظة لا يكتفي فقط بمشاهدة الطبيعة الساحرة، بل يعيش تجربة فريدة من نوعها تعود به إلى أزمنة مختلفة تحمل عبق التاريخ.
إن شمال سيناء ليست مجرد بوابة جغرافية تربط بين الشرق والغرب، بل هي أيضاً بوابة زمنية تأخذ زوارها في رحلة بين الماضي والحاضر.
تعليقات 0