متحف الفن الإسلامي.. رحلة عبر عصور الحضارة الإسلامية
يُعد متحف الفن الإسلامي في القاهرة واحداً من أعرق وأهم المتاحف في العالم، حيث يضم مجموعة من القطع الفنية النادرة التي تروي تاريخًا طويلًا وعريقًا لحضارة إسلامية مزدهرة.
والمتحف بمثابة كنز حضاري لا يقدر بثمن، ويضم قطعًا أثرية من مختلف العصور الإسلامية بدءًا من العصر الأموي وصولًا إلى العصر العثماني، ما يجعله وجهة مثالية لكل من يرغب في استكشاف جمال وثراء الفن الإسلامي.
كنوز وأسرار لا تنتهي
يُقدم المتحف للزوار فرصة لاكتشاف جوانب متعددة من الحياة الإسلامية من خلال المعروضات المتنوعة التي تشمل الخزف، المعدن، النسيج، والعديد من الزخارف الهندسية التي تزين المساجد والقصور.
كما يمكن للزوار الاطلاع على أدوات الزينة، الموسيقى، والأسلحة التي كانت تستخدم في تلك العصور، مما يتيح لهم فهمًا عميقًا لثقافة وتاريخ العالم الإسلامي.
رحلة معرفية ممتعة
لا تقتصر زيارة المتحف على مشهد بصري فقط، بل تقدم رحلة معرفية غنية بالمعلومات التاريخية والفنية.
ويتمكن الزوار من الاستماع إلى شروحات مفصلة حول كل قطعة أثرية، سواء من خلال اللوحات التوضيحية أو من خلال المرشدين السياحيين المتخصصين، ما يضفي على الزيارة طابعًا تعليميًا ممتعًا.
تجربة لا تُنسى
إضافة إلى القطع الفنية الرائعة، يتمتع الزوار بتجربة استثنائية في بيئة هادئة تسودها الأضواء الخافتة التي تخلق أجواءً مثالية للاسترخاء والاستمتاع بكل ما يقدمه المتحف من جمال.
ويقدم متحف الفن الإسلامي مزيجًا فريدًا بين الفن والجمال، ما يجعله أحد المعالم السياحية الأكثر جذبًا في مصر.
تاريخ طويل من الإبداع والابتكار
تأسس المتحف لأول مرة في عام 1903م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وبدأت فكرة تأسيسه في فترة الخديو إسماعيل في عام 1869م، حيث تم جمع القطع الأثرية الإسلامية من مناطق مختلفة في العالم الإسلامي مثل مصر، شمال أفريقيا، الهند، والأندلس.
كما تم تغيير اسم المتحف من “المتحف العربي” إلى “متحف الفن الإسلامي” في عام 1951.
حادث التفجير وأعمال الترميم
في يناير 2014، تعرض المتحف لتفجير إرهابي دمر واجهته وعددًا من مقتنياته القيمة، إلا أن المتحف تمكن من استعادة مكانته بعد جهود ترميم ضخمة.
وتم تخصيص مبلغ 57 مليون جنيه لترميم المتحف، حيث ساهمت دول مثل الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة واليونسكو في تمويل أعمال الترميم.
وبعد ثلاث سنوات من العمل المكثف، تم إعادة افتتاح المتحف في يناير 2017 بحلة جديدة، حيث تم عرض 4400 قطعة أثرية، من بينها 400 قطعة جديدة تم عرضها لأول مرة، كما تم تحديث قاعات العرض وتطوير منظومة التأمين داخل المتحف.
متحف الفن الإسلامي اليوم
اليوم، يُعتبر المتحف أحد أبرز المعالم الثقافية في مصر والعالم، حيث يضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية المتنوعة التي تغطي عصورًا مختلفة من التاريخ الإسلامي.
يحتوي المتحف على 25 قاعة تعرض مختلف الفنون والعلوم، بالإضافة إلى قاعات جديدة مخصصة للعملة، السلاح، الحياة اليومية، الطب، والعديد من المواضيع الأخرى التي تحكي قصة الإبداع الإسلامي عبر العصور.
إن زيارة متحف الفن الإسلامي ليست مجرد رحلة عبر الزمن، بل هي تجربة ثقافية غنية تقدم للزوار فرصة للتعرف على إسهامات أجدادنا في مختلف المجالات، من العلم إلى الفن، مؤكدة أن الإرهاب لن ينتصر أبدًا على حضارةٍ غنية عريقة.
تعليقات 0