محمية الزرانيق الطبيعية بشمال سيناء تعد مركزًا رئيسيًا لحركة الطيور المهاجرة بين القارات
تحظى محمية الزرانيق الطبيعية بمحافظة شمال سيناء، بموقع استراتيجى فريد، يحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب طريق العريش-القنطرة، ما يجعلها مركزًا رئيسيًا لحركة الطيور المهاجرة بين القارات.
وتمثل المحمية واحدة من أهم المحطات العالمية للطيور المهاجرة، حيث تقع فى الجزء الشرقى من بحيرة البردويل، على بعد 25 كيلومترًا غرب مدينة العريش، وتمتد على مساحة 250 كيلومترًا مربعًا.
وتتميز بتنوع بيئى نادر فهى إلى جانب الطيور، تحتضن الزرانيق ثروة طبيعية متميزة منها طيور مهددة بالانقراض وتضم المحمية أنواعًا نادرة مثل مرعة الغلة، وأبو اليسر أسود الجناح، والعقاب الملكى، وثدييات وزواحف، حيث تم تسجيل 11 نوعًا من الثدييات مثل اليربوع، و22 نوعًا من الزواحف أبرزها سحلية الرمال، ونباتات برية فتغطى المحمية تنوعًا نباتيًا يسهم فى تشكيل النظام البيئى المتكامل.
محمية الزرانيق الطبيعية بشمال سيناء
وتوضح بيانات المحمية انها تُعتبر محمية الزرانيق محطة استراحة أساسية لأكثر من 260 نوعًا من الطيور المهاجرة، معظمها من الطيور المائية التى تعبر المحمية خلال رحلاتها الطويلة بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. تنطلق هذه الطيور من مناطق مثل شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وتركيا، قاطعة آلاف الكيلومترات بحثًا عن الدفء ومصادر الغذاء فى إفريقيا. ويقيم بعض هذه الأنواع فى المحمية بشكل دائم ويتكاثر فيها، بينما تواصل الأغلبية مسيرتها نحو الجنوب.
لا تقتصر جاذبية المحمية على طبيعتها، بل تمتد إلى تاريخها الغنى، حيث تضم مواقع أثرية مثل منطقتى الفلوسيات والخونيات، واللتين تضمان مستوطنة رومانية قديمة وكنيستين تعودان للعصر البيزنطى، بالإضافة إلى شواهد أثرية من العصر الإسلامي. كما تحتضن المحمية بحيرة الزرانيق ذات الملوحة العالية، وقرية صيادين تعيش على مواردها الطبيعية، إلى جانب شركة لإنتاج الملح وكثبان رملية تضيف إلى تنوع المشهد الطبيعي.
فمنذ إعلانها محمية طبيعية عام 1985 بقرار رئيس الوزراء، أصبحت الزرانيق وجهة شهيرة للسياح والباحثين المهتمين بالبيئة، حيث تقدم تجربة فريدة تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة واستكشاف تاريخ المنطقة. وتعتبر المحمية نموذجًا مثاليًا لبيئات حوض البحر المتوسط الرطبة.
تعليقات 0