مصر تحيي مسار العائلة المقدسة.. مشروع سياحي عالمي يكشف كنوز التاريخ
في خطوة كبيرة لتعزيز مكانة مصر السياحية عالميًا، تعمل الدولة على إحياء “مسار العائلة المقدسة”، المشروع الذي يحمل بين طياته إرثًا دينيًا وثقافيًا يمتد لأكثر من 2000 عام.
هذا المسار، الذي شهد مرور السيدة مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار خلال رحلتهم الشهيرة هربًا من بطش الملك هيرودوس، يتحول اليوم إلى وجهة سياحية استثنائية تجذب أنظار العالم.
رحلة عبر الزمن
يمتد المسار على طول 3500 كيلومتر داخل مصر، ويشمل 25 محطة رئيسية توثق مرور العائلة المقدسة من شمال سيناء حتى أسيوط.
تبدأ الرحلة من مدينة رفح مرورًا بمواقع تاريخية فريدة مثل الفرما، تل بسطا، سمنود، ووادي النطرون، وصولًا إلى دير المحرق في أسيوط، حيث يُقال إن السيد المسيح دشن أول كنيسة بيده.
إحياء التاريخ ببنية تحتية متطورة
منطقة الفرما الأثرية، التي تعد من أبرز نقاط المسار، تشهد حاليًا أعمال تطوير شاملة تشمل رصف الطرق، توفير الإضاءة الحديثة، تشجير المناطق المحيطة، وتوفير مظلات ومقاعد لاستراحة الزوار.
كما يجري إنشاء متحف ومركز للزوار يحتوي على قاعة محاضرات، عروض مرئية، وصور توثق التراث الأثري والطبيعي للمنطقة.
دعم المجتمع المحلي
المشروع لا يقتصر على إحياء التراث فقط، بل يمتد لدعم المجتمعات المحلية.
يتم إنشاء مركز للحرف اليدوية يعرض منتجات السكان مثل التطريز البدوي، صناعة الكليم، وتجفيف البلح، مما يعزز من الدخل المحلي ويوفر فرص عمل للسكان.
ربط الماضي بالحاضر
لإضفاء بعد سياحي جديد، تم ربط منطقة الفرما بمسار مائي عبر بحيرة البردويل، إضافة إلى إنشاء منطقة خدمات فندقية على البحر المتوسط لاستيعاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
رسالة مصر للعالم
يمثل مسار العائلة المقدسة رسالة مصر للعالم عن كونها أرضًا للأمان والسلام، حيث وجدت العائلة المقدسة ملاذًا آمنًا خلال رحلتها. المشروع يُعد أطول مسار ديني داخل دولة واحدة، ويعكس الغنى الثقافي والديني لمصر، مما يجعله وجهة فريدة للحجاج والسياح على حد سواء.
مع اقتراب اكتمال أعمال التطوير، تتجه الأنظار إلى مصر التي تستعد لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم، في رحلة تاريخية ودينية تسلط الضوء على دورها الحضاري والإنساني عبر العصور.
تعليقات 0