26 أبريل 2025 02:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

وادي الكواكب في ليبيا.. أحجار “حية” تنبض بالغموض في قلب الصحراء

بعيدًا عن زحام المدن وضجيج الحضارة، وفي أعماق الصحراء الليبية القاسية، يختبئ أحد أغرب أسرار الطبيعة وأكثرها غموضًا… إنه وادي الكواكب، أو كما تسميه بعض الدراسات “وادي الحجارة الحية”، موقع جيولوجي فريد يكاد يخالف قوانين الفيزياء التي نعرفها.

لا نباتات، لا مياه، فقط صخور عملاقة مستديرة، بعضها يتحرك، وبعضها “يتكاثر” حسب ما يرويه العلماء، في ظاهرة حيّرت العقول وأثارت فضول العالم.

وادي الكواكب في ليبيا.. أحجار “حية” تنبض بالغموض في قلب الصحراء - 1 - سيناء الإخبارية

أين يقع وادي الكواكب
يقع وادي الكواكب في قلب الصحراء الليبية، بالقرب من مدينة غات ومنطقة العوينات، وهو امتداد طبيعي يعرف بوادي “فان تيكوفي” ضمن نطاق الحمادة الحمراء.

الوادي يتميز بوجود مئات الصخور الكروية الضخمة التي يبلغ قطر بعضها نحو 10 أمتار، وتنتظم على امتداد يصل إلى 30 كيلومترًا، وكأنها كواكب صغيرة سقطت من السماء واستقرت على الأرض.

الظاهرة الأكثر إثارة في هذا المكان أن هذه الصخور ليست عادية كما قد توحي ملامحها.

وادي الكواكب في ليبيا.. أحجار “حية” تنبض بالغموض في قلب الصحراء - 3 - سيناء الإخبارية

إذ يُطلق عليها البعض اسم “الحجارة الحية” أو “تروفانتس”، وهي تشكيلات جيولوجية غامضة يبدو أنها تنمو، بل وتتحرك ببطء، وتتفاعل مع البيئة المحيطة بها بطريقة تشبه سلوك الكائنات الحية.

بعض العلماء ذهبوا أبعد من ذلك، مؤكدين أن هذه الأحجار تُظهر أنماطًا من “النضج” والتكاثر، وأحيانًا تشكل دوائر داخلية شبيهة بالحلقات التي نراها في جذوع الأشجار.

تجذب هذه الصخور العلماء والباحثين من حول العالم، رغم أن مكانها النائي وصعوبة الوصول إليها جعلاها مجهولة نسبيًا لدى العامة.

أما بالنسبة لأولئك الذين يخوضون الرحلة الصحراوية الشاقة لزيارتها، فهي أشبه برحلة إلى كوكب آخر، الصور التي تُلتقط هناك توحي بأن المكان خارج كوكب الأرض تمامًا.

تقول وكالة ناسا إن ما يُعرف بوادي الكواكب ليس فقط لغزًا جيولوجيًا، بل كنز علمي قد يحمل مفاتيح لفهم بعض أسرار تكوين الأرض، وربما حتى الحياة في أماكن أخرى من الكون.

وادي الكواكب في ليبيا.. أحجار “حية” تنبض بالغموض في قلب الصحراء - 5 - سيناء الإخبارية

ومع أن هذه الصخور لا تزال تخضع للدراسة والتحقيق، فإنها حتى الآن تقاوم كل محاولات التفسير العلمي الواضح.

وادي الكواكب ليس مجرد مشهد طبيعي مدهش، بل شهادة حيّة على أن الأرض لا تزال تخفي أسرارًا أعقد مما نتخيل.

وبينما يبقى أصل تلك الحجارة وتكوينها لغزًا مفتوحًا، يبقى الوادي واحدًا من أغرب المعالم في كوكبنا، ودعوة مفتوحة للعلماء والمغامرين لاكتشاف ما وراء الرمال.

وادي الكواكب في ليبيا.. أحجار “حية” تنبض بالغموض في قلب الصحراء - 7 - سيناء الإخبارية