إعلانات فيسبوك تراقبك.. كيف تستغل الخوارزميات الذكية كل حركة تقوم بها لتقديم إعلانات مخصصة

هل سبق أن شعرت بأن إعلانات فيسبوك تعرف ما يدور في ذهنك؟ قد تتحدث مع أصدقائك عن منتج أو خدمة، وسرعان ما تجد إعلانًا يظهر أمامك على المنصة. هذا ليس سحرًا، بل هو نتاج خوارزميات متقدمة تستغل بياناتك وسلوكك على الإنترنت لتقديم إعلانات مخصصة.

خوارزميات ذكية أم تجسس؟ في تقرير نشرته صحيفة “The Daily Star”، تم الكشف عن الآلية التي يعتمد عليها فيسبوك لتحديد اهتماماتك وعرض الإعلانات المناسبة لك. الخوارزميات لا تكتفي بتتبع نشاطك فقط، بل تستعين أيضًا ببيانات أصدقائك وتفاعلاتهم لتقديم محتوى قد يكون ذا صلة بك.

على سبيل المثال، إذا تحدث صديقك عن حبه للمطاعم اليابانية أو تفاعل مع منشورات عنها، قد تجد إعلانًا لمطعم سوشي يظهر لك بعد وقت قصير. هنا، تقوم خوارزميات فيسبوك بتوقع اهتماماتك بناءً على تفاعلات أصدقائك وموقعك المشترك معهم.

كيف يعمل فيسبوك على استهدافك؟ فيسبوك يتعدى حدود التتبع التقليدية عبر الموقع، فهو يقارن بين اهتماماتك وسلوكك الرقمي وملفاتك الشخصية مع تلك الخاصة بأصدقائك. إذا كان هناك تشابه في الاهتمامات، فإن فيسبوك يرى ذلك فرصة لعرض إعلانات موجهة لك، بناءً على تحليل شامل للبيانات التي يجمعها.

بينما قد يبدو الأمر وكأن فيسبوك يقرأ أفكارك، فإن الحقيقة هي أن كل نقرة أو إعجاب أو تفاعل تساهم في تحسين دقة استهداف الإعلانات. الشركة تجمع كمًا هائلًا من البيانات من كل نشاط تقوم به على الإنترنت، وتستخدم هذه البيانات لتوفير حملات إعلانية شديدة التخصيص.

هل يمكنك الهروب من خوارزميات التتبع؟ على الرغم من أنك تستطيع التحكم في إعدادات الخصوصية وتقييد بعض أنواع التتبع، إلا أن الهروب الكامل من استهداف الإعلانات يبدو صعبًا طالما تستخدم المنصة. الحل الوحيد لتجنب هذه الخوارزميات تمامًا هو التوقف عن استخدام فيسبوك.

في النهاية، ورغم الانزعاج الذي قد تشعر به عند رؤية الإعلانات الموجهة، إلا أن هذا هو الثمن الذي ندفعه لاستخدام هذه المنصات التي تقدم لنا الراحة والتواصل مع العالم، حيث تعتبر بياناتنا الوقود الذي يشغل هذه الآليات المتطورة.