احترسوا فقريبًا نصبح كلنا مراقبون..كمبيوتر متكامل علي الوجه ينذر بعصر جديد

8 يناير 2024
نظارات الواقع الافتراضي الجديدة
نظارات الواقع الافتراضي الجديدة

تخطي التطور التكنولوجي المتسارع حدود الخيال و أسوار المعقول، وبعدما كانت أفلام الجاسوسية تنبه، في الأمس القريب، لاحتمالية إخفاء كاميرا في جيب قميص أو في شكل قلم، أعلن عمالقة التكنولوجيا وضع اللمسات النهائية لطرح “نظارات” الواقع الافتراضي، التي تُسجل الفيديو والصور و تُجري اتصالات ومكالمات، وترتبط كذلك ببرامج للذكاء الاصطناعي.. الأمر الذي يعني مستقبلًا أننا قد نسير في الشوارع والمتنزهات ونحضر الحفلات و كلنا مراقبون.

يقول أحدهم أمضيتُ أسبوعين في استخدام كاميرا جديدة لالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات سراً لغرباء في الحدائق والقطارات، وداخل المتاجر والمطاعم،  لم أكن أخفي الكاميرا، ولكنّني كنت أرتديها ولم يلاحظها أحد.

وتُشكل نظارة “ميتا – راي بان  Ray – Ban Meta” الجديدة التي صنعتها إمبراطورية التواصل الاجتماعي التي يملكها مارك زوكربيرغ بالتعاون مع علامة النظارات الشمسية الشهيرة أحدث التقاليع.

و تضمّ هذه النظارة المتطوّرة كاميرا لالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات، إلى جانب مجموعة من المكبرات الصوتية والميكروفونات التي يمكن استخدامها للاستماع إلى الموسيقى والتحدّث عبر الهاتف.

تقول “ميتا” إنّ النظارة الجديدة تساعد مرتديها “أن يعيش اللحظة” ومشاركة ما يراه مع العالم في وقت واحد. على سبيل المثال، يمكنكم تشغيل التدفّق الحي لحفلٍ موسيقى على “إنستغرام” ومشاهدة الأداء مباشرة، وليس كما هو الحال مع الهاتف. قد يبدو لكم هذا الهدف متواضعاً بعض الشيء، ولكنّه جزء من طموح أوسع في وادي سيليكون لتحويل تركيز الحوسبة من شاشات الهاتف الذكي والكمبيوتر إلى وجوهنا.

تعكف شركات التقنية، ومنها “أبل”، و “ميتا”، و “ماجيك ليب”، على الترويج الضخم لخوذ الواقع المختلط التي تستخدم كاميرات تسمح لبرمجياتها بالتفاعل مع أشياء في العالم الحقيقي. ونشر زوكربيرغ أخيراً مقطع فيديو على «إنستغرام» يستعرض كيف يمكن للنظارات الذكية أن تستعمل الذكاء الاصطناعي لمسح قميص ومساعدته في اختيار سروال مناسب. تقول هذه الشركات إنّ الكومبيوتر القابل للارتداء على الوجه قد يغيّر أخيراً طريقة عملنا وأسلوب حياتنا. تتحضّر «أبل» لإطلاق أولى نظاراتها المتطوّرة، «فيجن برو» (3500 دولار)، العام المقبل، التي تتميّز بالذكاء والطراز الجميل، وتؤدّي مهام مبهرة.

شكل مختلف وحجم أبسط

لم تنجح الخوذ المتطوّرة في السنوات السبع الماضية في تحقيق الشهرة، ويعود هذا العجز بجزء كبير منه إلى تصاميمها الكبيرة والنافرة جمالياً. تتميّز نظارة “ميتا – راي بان” الجديدة بتصميم قليل الحجم يعكس شكلاً محتملاً للنظارات الذكية إذا ما نجحت يوماً ما.

أنيقة وخفيفة الوزن ومريحة، هذه هي صفات نظارة «ميتا» الجديدة التي تسمح لها بالامتزاج من دون عناء في حياتنا اليومية. ولا بدّ من الاعتراف بأنّه لا أحد، ولا حتّى المحرّر الذي كان يعلم بعملي على هذا المقال، استطاع تمييز النظارة عن النظارات العادية، أو معرفة أنّني أصوّره.

يقول أحد المختبرين للابتكار الجديد: بعد ارتداء نظارة “ميتا – راي بان” لشهر كامل، شعرتُ بالراحة بعد نزعها. فرغم أنّني كنت مبهوراً بالراحة والتصميم العصري، شعرتُ بالانزعاج من تطفّلها الفاضح على خصوصيتنا، فضلاً عن القلق الذي ساورني من تأثير هذه النظارات على قدرتنا على التركيز. فقد شعرتُ خلال ارتدائها بالتشتّت، حتّى في الأوقات التي لم أستخدم فيها أياً من مزاياها. ولكنّ المشكلة الأساسية كانت في أنّ النظارة لا تستطيع تأدية كثير من الأمور التي نفعلها اليوم بواسطة هواتفنا.

وكانت “ميتا” قد قالت في تصريح إنّ الخصوصية كانت في صدارة اهتماماتها أثناء تصميم النظارة، وأضافت: “نعي جيّداً أنّ الخصوصية يجب أن تأتي أوّلاً، وأن تدخل في كلّ شيء نقوم به إذا ما أردنا أن نجعل ارتداء النظارات الذكية جزءاً طبيعياً من حياتنا اليومية”.