احترس.. انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء يهدد بالأزمات القلبية

مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، تزداد التحديات الصحية التي تواجه القلب، حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن الطقس البارد يشكل ضغطًا إضافيًا على عضلة القلب، مما يضاعف من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الشرايين التاجية.

الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، سلط الضوء على هذه القضية محذرًا من التأثير السلبي للبرد على صحة القلب، وداعيًا إلى اتباع إجراءات وقائية للحد من تلك المخاطر.

تأثير البرد على القلب: ما الذي يحدث؟
وفقًا للدكتور جمال شعبان، يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى تقلص الأوعية الدموية كاستجابة طبيعية من الجسم للحفاظ على درجة حرارته الداخلية.

وهذا التقلص يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، كما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب نتيجة لتنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، وهو ما يزيد من احتمال حدوث جلطات دموية في الشرايين التاجية، مسببًا الأزمات القلبية.

وأضاف شعبان أن انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم، ما يزيد من خطر تكون الجلطات، خاصة لدى كبار السن ومرضى القلب، الذين يعتبرون الأكثر عرضة لتلك المشكلات.

البرد والذبحة الصدرية: ازدياد الحالات في الشتاء
تؤكد الدراسات أن الطقس البارد يزيد من حالات الذبحة الصدرية، حيث يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر لتدفئة الجسم.

الأشخاص المصابون بأمراض القلب التاجية، الذين يعانون من تضيق أو انسداد في الشرايين المغذية للقلب، هم الأكثر تأثرًا، حيث يؤدي نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب إلى ظهور أعراض مثل ألم الصدر وضيق التنفس.

وأشارت الإحصائيات إلى أن معظم حالات الذبحة الصدرية تحدث في فصلي الخريف والشتاء، مقارنة بفصل الصيف، حيث يزداد معدل إدخال المرضى إلى المستشفيات بسبب تلك الحالات.

الإنفلونزا والبرد: تحديات إضافية لمرضى القلب
أوضح الدكتور جمال شعبان أن الإصابة بالإنفلونزا والنزلات الشعبية تزيد من تدهور حالة مرضى القلب. فالعدوى الفيروسية تؤثر بشكل مباشر على كفاءة الدورة الدموية، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب المزمنة.

نصائح لتفادي أزمات القلب في الشتاء
وقدم الدكتور جمال شعبان مجموعة من النصائح للوقاية من أزمات القلب في الطقس البارد، منها:
تجنب التغير المفاجئ في درجات الحرارة: ينصح بتجنب الانتقال من مكان دافئ إلى مكان بارد بشكل مفاجئ.

ارتداء طبقات متعددة من الملابس: استخدام عدة طبقات من الملابس يساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم.

شرب السوائل بانتظام: الحرص على تناول ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا للحفاظ على سيولة الدم.

تغطية الرأس والرقبة والأذنين: هذه المناطق تعد مصدرًا كبيرًا لفقدان الحرارة من الجسم.

تجنب الاستحمام بالماء البارد: خاصة لمن ليس لديهم تعود على ذلك، حيث يمكن أن يؤدي إلى صدمة في العصب الحائر للقلب.

تناول المشروبات الدافئة: مثل الشاي الأخضر أو الزنجبيل دون إضافة السكر، والتي تساعد على تدفئة الجسم وتحسين الدورة الدموية.

دعوة لتوخي الحذر
في النهاية، شدد الدكتور جمال شعبان على ضرورة استشارة الطبيب عند الشعور بأي ألم في الصدر أو أعراض غير مريحة، وعدم الاكتفاء بإرجاعها إلى الطقس البارد. فالوعي بخطورة البرد على القلب واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة قد يساهم في تقليل حالات النوبات القلبية وإنقاذ العديد من الأرواح.