اكتشاف “الساعة البروتينية” يفتح آفاقًا جديدة لقياس تقدم العمر ومكافحة الشيخوخة
يشكل اكتشاف “الساعة البروتينية” نقلة نوعية في فهم عملية الشيخوخة، حيث يوفر أداة علمية دقيقة لقياس العمر البيولوجي، ويفتح آفاقًا واعدة لتطوير علاجات تهدف إلى إبطاء هذه العملية.
الدراسة التي نشرتها مجلة Nature Medicine تسلط الضوء على إمكانات علم البروتينات في قياس العمر وتقديم رؤى جديدة حول صحة الإنسان.
التيلوميرات والساعة الجينية: تقنيات سابقة لفهم الشيخوخة
من بين التقنيات المعروفة لفهم الشيخوخة، قياس طول التيلوميرات، وهي نهايات الكروموسومات التي تقصر مع التقدم في العمر. يرتبط قصر التيلوميرات بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
كما يُستخدم مفهوم “الساعة الجينية” أو ما يُعرف بعلم ما فوق الجينات (Epigenetics) لتقييم التغيرات الجينية المرتبطة بالبيئة ونمط الحياة.
نحو 200 بروتين تحدد العمر
في دراسة شملت أكثر من 45 ألف شخص في المملكة المتحدة، تم قياس مستويات حوالي 3000 بروتين في الدم، ووجد العلماء أن حوالي 200 بروتين يمكنها التنبؤ بالعمر البيولوجي.
هؤلاء الأفراد الذين أظهرت البروتينات لديهم “عمرًا بيولوجيًا” أكبر من عمرهم الزمني كانوا أكثر عرضة لتدهور الوظائف البدنية والإدراكية، وظهور علامات الشيخوخة في الأعضاء المختلفة.
“الساعة البروتينية” تتنبأ عالميًا
أثبتت الدراسة أن “الساعة البروتينية” قادرة على التنبؤ بالعمر البيولوجي عبر ثقافات مختلفة، بما في ذلك مجموعات من الصين وفنلندا، مما يؤكد دقة هذه التقنية وفعاليتها على نطاق عالمي.
علاجات مضادة للشيخوخة: مستقبل واعد
تشير هذه النتائج إلى إمكانيات كبيرة في مجال الطب، حيث يمكن أن تساعد أنماط البروتين المكتشفة في تطوير أدوية مضادة للشيخوخة. كما قد تدفع الأشخاص إلى إجراء تغييرات في أنماط حياتهم للحد من سرعة الشيخوخة.
التكنولوجيا تدعم الاختبارات المستقبلية
مع تطور الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، بات من الممكن قياس الوظائف الحيوية للجسم باستمرار. هذا التقدم يعزز من قدرة “الساعة البروتينية” على تقديم معلومات دقيقة تساعد في تحسين الصحة العامة وإدارة الشيخوخة.
عصر جديد في مكافحة الشيخوخة
إن اكتشاف “الساعة البروتينية” يمثل خطوة هامة نحو فهم أعمق لآليات الشيخوخة، ويضع الأساس لعلاجات جديدة قادرة على تحسين جودة الحياة ومدتها. ومع ذلك، يبقى التحدي في تحويل هذه المعرفة إلى تطبيقات عملية تحقق تأثيرًا ملموسًا على صحة الإنسان.
تعليقات 0